Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الأُسود والثعالب
الأحد, نيسان 3, 2016
علي الزيدي

 

قامات من الهيبة والبطولة والايمان كانت تجوب المدن والأهوار العراقية إبان حكم ابناء عاهرات العوجة الذين لم يهنئوا بتجبرهم واستهتارهم بوجود أولئك الرجال والنسآء الذين لم تأخذهم في الله والوطن لومة لائم . ورغم أن جرائم البعث وكلابه كانت من اسوء مايمكن ان يحل ببلد او بشعب، لكن وجود الاحرار كان له أثره في ردع الكثير من مقاصل الموت وأنياب العدوان التي كانت مسلطة على ارواحنا في عراق الموت الذي لاينتهي . وبين كل تلك الضُلامات كانت هناك نفوس أبية وطاهرة انقطع رجائها من كل شي في هذا العالم، إلّا من رحمة الله، بعد ان استل الظلم والجور حاميها ومعيلها الذي كانت تحتمي به من قسوة الايام . الأم العراقية التي تفخر بالكرم والإبآء وتعلم اطفالها على كل تلك القيم تجد نفسها بين ليلة وضحاها في وجه كل هذا العالم الذي لايرحم وامام كل ذلك الظلم والجور والعوز وخلفها أيتام لايعرفون معنى الجرائر التي ينسبها العالَم لهم، بعد ان تنصل القريب خوفاً من بطش الحاكم الذي لايرحم، ورغم اني كنت احد تلك القرابين، كنت أيضاً احد الشهود على تلك الأكف الرحيمة التي كانت تستتر بالليل لتمسح بعض الدموع أو لتسكن بعض الوجع،( كنت شاهداً فقط، ولافخر ولامنقبة لي في ذلك ) كنت رسولاً احمل البسمة وبعض الدفئ الى اطفال بعمري لا اعرفهم ولارابط بيننا سوى شراكة هذا الوطن المغتصب، دلني على ابوابهم رجل يحمل في قلبه من حنان علي إبن أبي طالب لكي يرسلني لهم بين الحين والآخر ويدس في جيبي ما أحمله لهم ولم ينسى ان يوصيني بأن اجلس معهم وأرفع من غربتهم وغربتي في وطن لم يسعنا جميعاً . 
من بينهم كن بنات بطهارة ملائكة الله وكانت اكبر همومهن أن تتركهم المعلمات والمدرسات يوماً بلا إهانة واستهانة بالحجاب وخلعه بالقوة امام الطلاب وكأن الدين والشرف جريمة في عراق البعث، كان بيتهم نصف غرفة ونصف دكان، وهو عبارة عن جدران بناها الخيرون على ارض تركها معيلهم الذي غيبته زنازين البعث ، فحملتهن تلك الأم العراقية الصابرة تحت جناحها . كان ذلك منذ اكثر من عقدين من الزمن، وعادت بي الصدف الى ذلك المكان ووجدت نفسي اقف على بابهم لأجد ان الزمن قد توقف هناك عندهم ولازال الباب الذي يحمل كل ذلك الوجع على حاله وكأنه يحتفظ بعلامات الظلم كشاهد حي على كل من يتبجح اليوم بالتضحية ونصرة المظلوم والاخلاص للمبادئ، طرقت ذلك الباب الذي لايقفل : ففتحته تلك الأم التي حفر مسير الدموع صفآء بصرها، تذكرتني وبكت، وقالت : تعال لكي أُريك آثار يد أبيك البطل على حائطنا الذي أقامه يوم وقع ، ونحن ننظر لها كلما اشتقنا إلى شموخه وقلبه الكبير. ايقنت حينها ان الزمن يأخذ رجاله معه ولايترك سوى الغثآء وان الذين لطخوا ثيابهم بدماء وتضحيات الشهداء ولازالت ارامل وايتام الشهداء تشكوا وتتألم قريباً من ممالكهم التي شيدت بالزور والكذب، ليسوا اشرف من البعث لانهم ظلموا حين حكموا وتنكروا لكل المظلومين والذين ضحوا لهذا البلد .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47994
Total : 101