Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
إيقونة السود في العراق تتوقف برصاصة مجهول
الجمعة, أيار 3, 2013
داوود العلي

 

أغرب ما في اغتيال جلال ذياب، الناشط المدني المدافع عن حقوق السود في العراق أنه حظي بالاهتمام فقط حينما أنهت رصاصة انطلقت من مسدس رجل مجهول متعصِّب حياته.
هذا الاهتمام الذي حضيّ به ذياب صاحب البشرة الداكنة لم يجد له مثيلاً طوال نضاله العصيب ضد التمييز وإقصاء أبناء لونه.
قصة ذياب بدأت منذ أن قرر مقاومة المجتمع الذي ينكر السود في مدينته البصرة، تلك المدينة التي تعكس وجهاً مختلفاً للتعايش المتعثِّر بين الأعراق في البلاد اختتمته بمشهد مأساوي حينما اغتيل في أحد شوارع البصرة.
"كان جلال يقود سيارته في أحد شوارع البصرة وفي تقاطع مروري تصدى له مسلحون مجهولون ووجه أحدهم سلاحه فأطلق رصاصة منه استقرت في جسد زعيم السود، ففارق الحياة". شاهد عيان يتحدث لـ"نقاش".
وقبل أن يفارق جلال الحياة بوقت قصير كان يدلي بتصريح صحافي عن حالة السود في العراق، كان دائم المطالبة بوقف إنكار حقوقهم ويطالب بإتاحة الفرصة لهم في المشاركة في المفاصل السياسية والثقافية في البلاد.
وقال حينها إن "العراقيون السود يعانون من الاحتقار وطالما سمعنا أوصافاً تنعتهم بالعبيد ولذلك ما زال طويلاً أمامنا ليتقلد شبابنا مناصب عليا، لكننا كسرنا حاجز الخوف الذي ابتلع السود وحققنا الكثير".
لكن الحاجز المكسور الذي يتحدث عنه ذياب قبل مقتله لم يكن يتيح للملونين في العراق عيش قصص سعيدة بالنسبة لهم، ففي تقرير معهد الحرب والسلام حول قصة مواطن أبيض يدعى حيدر ناصر أحبَ فتاة سوداء وعندما أراد أن يتزوجها رفضت أسرته، الأمر الذي دفعه إلى أخذ زوجته بعيداً عن مدينة البصرة وفقدانه صلته بعائلته".
"حيدر سعيد جداً مع زوجته السوداء. انه الآن يعيش مع أسرة متجانسة تضم ثلاثة أطفال" يشرح أحد المسؤولين في معهد الحرب والسلام نهاية قصة الزواج المختلط بين عرقين مختلفين.
الناشط المدني الأسود المُغتال أمضى السنوات الماضية في جمع الشكاوى حول التمييز ضد الجالية السوداء في البصرة، ومنها ما يشير إلى تعمُّد المعلمين إذلال التلاميذ السود.
ولا يخفي السود في محافظة البصرة استياءهم من كلمة "عبد" التي يتداولها البعض في الشوارع والأسواق حيال ذوي البشرة السوداء في المدينة التي تضم أكبر عدد من السود العراقيين.
سعد سلوم الكاتب والباحث العراقي المهتم بشؤون الأقليات رافق قصة السود في البصرة وعاش قصة مثيرة مع جلال ذياب.
يقول سلوم لـ"نقاش"."صديقي عمار الذي كان يرافق جلال في السيارة يوم مقتله، تقدّم إلى انتخابات مجالس المحافظات كممثل عن السود، شرح لي بألم قصة إنكار السود داخل مجتمعه، فهناك أستاذ جامعي أنكر عليه مطالبته بحقوق السود وعدّها بدعة، فوضعه عمار تحت الاختبار وتوجه إلى أحد الطلاب وسأله "أين أجد الأستاذ فلان"؟ فأجابه الطالب "تقصد الدكتور العبد"، فحصول أستاذ الجامعة الأسود على لقب الدكتوراه لم يخلصه من وصمة العبد.
ويشعر السود بالإهانة والظلم فلم يكن معتاداً ان يحصل أي منهم على فرصة جيدة في العمل السياسي ومنذ عام 2003 وجد السود إن الوقت بات مناسباً لدخول المعارك الانتخابية، ولهذا شكّل ذياب حركة تحت اسم "حركة العراقيين الحرة".
وللمرة الأولى في تاريخ العراق السياسي، يدخل ثمانية أعضاء في حركة جلال ذياب غمار المعركة السياسية حينما تنافسوا في انتخابات 2009 ، ولا أحد يعرف عدد المرشحين منهم في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في 20 نيسان (ابريل) الماضي لكنهم اختاروا الدخول في تحالف مع كتلة "جبهة الحوار الوطني" التي يقودها صالح المطلك.
"المعركة الانتخابية صعبة بالنسبة لي لكن مجرد المشاركة فيها هو نجاح بالنسبة لنا، لأننا تمكنّا من كسر حاجز التمييز". هكذا تحدث جلال ذياب في مؤتمر صحفي عشية انتخابات مجالس المحافظات.
وحين اشتدت الحملة الانتخابية في مدينة البصرة التي يتمركز فيها السود في العراق أدرك جلال صعوبة تحقق شروط الحياة المدنية التي يتقبّل فيها المجتمع المختلفين عنه مثل ذوي البشرة الداكنة.
حسين عواد أحد الناشطين في الدفاع عن حقوق الأقليات يقول أنا "أتحسّر كثيراً لأن الحكومة لم تفعل شيئاً أزاء ما يتعرض له السود من اضطهاد، والحل الحقيقي لهذه الأوضاع هو أن يشرِّع البرلمان العراقي قانوناً يحرِّم استعمال كلمات تبعث على الاحتقار وتشجِّع على التمييز ضد السود".
ومن الصعب تقدير عدد السود في العراق، إذ ربما يربو العدد على بضعة مئات من الآلاف لكن "حركة العراقيين الحرة" تؤكد أن عددهم نحو مليون شخص.
هذا الرقم لا تؤكده أية إحصاءات سواء كانت رسمية او غير رسمية والحال أن المجتمع المدني ومؤسسات الإحصاء والتعداد لم تبدِ أية اهتمام بهم، ومهما كان عددهم فهم يتركزون في المحافظات الجنوبية خاصة في مدينة البصرة.
ولا ينحدر السود من سلالة واحدة فمنهم من هو نوبي من بلاد النوبة وآخر زنجباري - نسبة إلى زنجبار وهي جزيرة في البحر العربي مقابل اليمن، وبعضهم من غانا وآخرون من بلاد الحبشة (أثيوبيا حاليا)".
وكان للسود في العراق حافز على النجاح في الميدان السياسي لاسيما بعد فوز أوباما برئاسة الولايات المتحدة ، ففي عام 2009 كان زنوج البصرة ومن بينهم ذياب، يقيمون حفلاً بتلك المناسبة واعتبروه أنموذجاً لقصة نجاح السود في العالم، وبعضهم قال إنه سيكون ملهماً لهم في العراق.
وفي وقت لم يكن للملونين في العراق فرصة حقيقية للمشاركة السياسية بالقدر ذاته الذي يتمتع به المجتمع لكنهم كانوا في حالة نشاط غير مسبوق منذ أن أعلن أوباما ترشحه لمنصب الرئيس، فالمقاهي والنوادي الفقيرة التي يرتادونها في الجنوب العراقي كانت تشهد متابعة مثابرة لتطور الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي.
قصة اغتيال ذياب في البصرة فتحت باباً جديداً من أبواب التعصب العرقي في البلاد التي تشهد أساساً انقسامات وصراعات عرقية ومذهبية أُضيفت إليها قصة التمييز ضد السود.

 



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.43723
Total : 101