قدم صديق من المانيا الى العراق قبل نيف من السنين لم يتمالك نفسه من الغضب أمام إحدى الحواجز الامنية التي بهذلته واقتحمت كيانه نتيجة حمله قنينة عطر أصلي جلبها من البلاد التي ليس فيها صلاة جمعة مفروضة ، حيث صرخ بوجه الضابط المسؤول :
هل انت مقتنع بهذه اللعبة كما سماها حينذاك ؟ واردف :
لو كانت فعالة بالصورة التي تروها أو التي صورت لكم ، لم َ تجاهلها الإسرائيليون في تفتيش الفلسطينيين التواقين للجنان بتفجير انفسهم في الحافلات المزدحمة بوسط مدينة القدس ، اللذين هم سلسلة متواصلة مع الإرهابيين واللذين يعبرون محملين سيارات حملهم الكبيرة بأنواع المتفجرات ومن بين يدي الشرطي الحامل لجهاز ال(ID) في العراق، مع الإحاطة بالعلم بان الفرد الإسرائيلي عند حكومته قيمة مقدسة ، مقارنة برخص حياة الفرد العراقي الذي كفل له الدستور الديمقراطي المصوت عليه من قبله حقه الكامل في ان يعيش بأمان ، لكنه احترف الموت حيث اصبح من يتوقف قلبه عن الخفقان بالطريقة التقليدية مدعاة للفرح وعدم الحزن لانه عاش حياته الافتراضية كاملة ، وأي عيشٍ عاش!؟ هذا لايهم، بعد هذه الخطبة ( الجنجلوتية) كما أطلق عليه الضابط المسؤول اقتيد صاحبي للتوقيف لساعات لانه جادل شرطيا ضاربا كل خبرات الحكماء التي تقول " لا تجادل شرطيا قط" .
السيطرات والجهاز
في سؤالي لاحد عناصر قوى الأمن الداخلي وهو يستعمل الجهاز عن مدى الفائدة المرجوة منه ،
قال لي : بانه مفيد جداً حيث انه شخصيا قد جرب عشرات التجارب من اجل تخسيس وزنه الزائد الا انه لم يوفق ولكن منذ ان عمل على هذا الجهاز استطاع ان يحصل على جسد ممشوق تاق كثيرا لان يكون على شاكلته فأردف بالقول : يوميا اقبل الجهاز واترحم على الذي استورده ! وفعلا كان جسده ممشوقا .
آخر قال : بأننا مرات عدة اعترضنا وتهكمنا على عدم فعالية هذاالجهاز لكن فيما بيننا لان الذي يعترض بصوت مسموع ينقل مباشرة الى الأقاصي البعيدة عن دياره وفوق كل هذا لا يتخلص من حمل الجهاز مرة أخرى .
التنحيف والنقل
بين التنحيف والنقل يبقى السؤال : اين يكون الأمن ؟ حيث توالت التفجيرات مخترقة جهاز التنحيف هذا والعقوبات على المعترضين مستمرة ، ولا من مبالٍ الا ان جاءنا كما العادة من اصحاب مصانع العطور والشوكلاتة وبلاد الضباب النبأ اليقين بان هذه اللعبة لا تصلح الا ان تكون لعبة أو إذا استعملت بارادة رياضي ستكون جهازا مهما للتنحيف .
المطالب والحلول
علينا المطالبة كما طالب الكثيرون بإدانة كل من ساهم في توريط العراق بهذه اللعبة الطفولية وسببت بزهق مئات الأرواح العراقية الغالية فضلا عن الخسائر المادية المصاحبة للشراء بمبلغٍ عالٍ، ونشد على أيادي كل من ينزع الى الاقتصاص العادل بحق المتورطين في هذه الصفقة وكذلك نطالب بحل سريع وإيجاد البديل المناسب لكشف المتفجرات ونحن متيقنون بان هناك مئات الشركات في الغرب التي تصنع أجهزة حقيقية لكشف المتفجرات ومن الادلة على ذلك بأننا لم نسمع بان هناك طائرة تفجرت بمتفجرات محمولة على متنها اي لم تخترق المطارات لانها تملك أجهزة حديثة وليست لعبة كالتي عندنا ، وكذلك نطالب بتعزيز الجهد الاستخباراتي المدني الميداني ، فنحن اللذين نود ان نتمشى في شوارع عراقنا بدون توجس ان تنفجر علينا سيارة مركونة هنا او هناك ، سنتوق لان نكتشف بان صباغ الأحذية على ناصية الطريق هو ضابط امني كبير .
قالوا " قد يتوارى الأمل لكنه لا يموت "
مقالات اخرى للكاتب