العراق تايمز ــ كتب حافظ ال بشارة: مرت ذكرى ولادة الامام الحسين (ع) وشاهدنا كيف يجري احياء تلك الذكرى العظيمة بالمفاهيم التقليدية وهي جيدة لكنها لا تحقق تواصل الاجيال مع ثورته الالهية ، ومرة أخرى كرر الخطباء الموضوعات القديمة :
1- الامام الحسين (ع) معصوم ويعلم الغيب ولا يمكن ان ينال منزلته احد .
2- صاحب كرامات ومعجزات لانه صاحب الولاية التكوينية .
3- شيعته في الجنة واعداؤه في النار .
4- البكاء عليه يمحو الذنوب وان كانت بحجم الجبال وعدد الرمل .
5- في تربته الشفاء وتحت قبته يستجاب الدعاء .
6- احيوا امرنا يعني ضعوا الطين على رؤوسكم والبسوا السواد وامشوا حفاة في ذكراه واطبخوا والطموا وطبروا وانشروا الاعلام .
جيد جدا ... ولكن يلاحظ ان مبادئ ثورة الحسين (ع) غائبة عن هذه النقاط واهمها:
1- الأمام الحسين (ع) قاد ثورة تغيير ضد يزيد الذي كان فاسقا واستخدم الاسلام غطاء للوصول الى السلطة ، وجعل العلماء وعاظ سلاطين وقتل العلماء الحقيقيين الذين هم استمرار لخط الامامة والاصلاح والتغيير .
2- أصدر عالم الدين والقاضي المسلم شريح فتوى اعدام الامام الحسين (ع) ، وكان شريح من علماء البلاط الأموي ولم يعترض عليه أحد من العلماء الحقيقيين .
3- كان عدد الشيعة بمئات الآلاف في الكوفة وولايات العراق وحدها ويشكلون قوة هائلة في العالم الاسلامي لكن لم يخرج مع الحسين(ع) سوى 70 رجلا !
4- معاوية ارسل المغيرة بن شعبة الى ولايات العراق ليبايع لابنه يزيد فاشترى ضمائر رؤساء القبائل وقادة الجند وعلماء الدين والوجهاء بالمال ، وكانت اول عملية شراء اصوات علنية في الاسلام .
5- الامام الحسين (ع) قدم ابناءه وابناء اخوته وابناء عمومته للمبارزة الفردية والاستشهاد ، ولم يرسل انصاره للقتال ثم يجلس مع اولاده المدللين متفرجا على المعارك ، ثم يتاجر بدماء الشهداء بعد وقوع الكارثة لبلوغ السلطة .
6- الامام الحسين (ع) ثار ضد الظلم الأموي : القمع الدموي وقتل المسلمين المعارضين ، سرقة الاموال ، تكوين طبقة غنية حول البلاط وترك عامة المسلمين يعيشون الفقر المدقع ، معاداة اهل البيت (ع) ، تعميم العنصرية ، تعميم الطبقية القبلية والاقتصادية والسياسية .
7- الامام الحسين ثار ضد تحويل الخلافة الى ملكية مطلقة ينعم بها الحاكم واقرباءه وحلفاءه واصهاره وابناء عمومته ويشقى فيها الانسان المسلم ويتذوق الذل والفقر والتهميش .
حديث المعصوم : احيوا أمرنا معناه : يجب ان تبقى شعلة الاحتجاج والثورة والرفض مشتعلة ضد الظلم والقمع والتزوير والفساد والفقر والذل والتبعية ووعاظ السلاطين ومنطق سرقة السلطة وتكوين العصابات والمحسوبيات ، ويكون الاعتراض مضاعفا اذا كانت كل هذه الجرائم تجري باسم الاسلام .
برأيكم لماذا لا نجد النقاط أعلاه حاضرة في احياء ذكرى الامام الحسين (ع) وهي السبب الاكبر الذي يقف وراء ثورته ؟