بعد الإطلاع على مجمل السفارات لدول العالم لم أجد مثيلآ للسفارة الأمريكية في العراق لا من حيث المساحة الجغرافية وعدد البنايات ولا من حيث عدد الحمايات ولا من حيث عدد الموظفين والعاملين فيها إضافة الى وجود عدد من القنصليات متوزعة في محافظات عديدة ، ويمكن إعتبار السفارة الأمريكية المبرمج الحقيقي لمطبخ السياسة العراقية والمحرك الأساسي للسياسيين العراقيين ( إن كانوا حقآ عراقيين هوية وإنتماءآ وولاءآ ) وبالتالي هي من تضع الخطوط العامة لمضامين إدارة البلد وخلق أزماته الأمنية والعسكرية والسياسية والإقتصادية والخدمية والعلمية وإلا وجود هذا العدد الكبير لا يقتصر على التمثيل الدبلوماسي فقط بل يتخطاه الى حدود أبعد بكثير وعليه يخطأ المتعقل حين يقول أو يتصور أن العراق بلد مستقل ويمتلك السيادة .
من هنا يطرح سؤال هل أن قادة الأحزاب العراقية بكل مسمياتهم وطنيون أم خونة تآمروا على العراق قبل تحريره ووقعوا على ورقة بيضاء من أجل فقط أن تتاح لهم فرصة حكم البلاد ولا يهمهم ما يحل بالعراق نتيجة حكمهم أم أنهم وطنيون سابقآ وحاليآ أو أنهم كانوا وطنيين فيما سبق عندما كان قوت يومهم حسرة عليهم ؟ لا أعتقد من يرتضي لنفسه أن تكون السفارة الأمريكية بهذه العدة والعدد أن يكون وطنيآ البته بل أنه بحق أخون الخونة ، والدلائل على ذلك كثيرة بعدد المآسي والويلات التي حلت بالعراق والعراقيين على مدار هذه السنين فما دامت مصالح هذه القيادات والأحزاب مؤمنة فليذهب مابعده الى الجحيم ولا من يبالي به ، ومن راودته نفسه بنكث العهد مع أمريكا والعودة الى أحضان الوطن والوقوف مع تطلعات الشعب في وحدة أراضيه وشعبه فسوف تتخلى عنه السفارة الامريكية بكل بساطة ويسر والأبسط منه أنها أي السفارة الأمريكية ستجد بديله بأسرع من تخلي هذا عنها وسيبصم البديل بالعشرة أنه ينساق معها إنسياق البهيمة للمرعى مادام المنصب يبقى له وتدافع هي عنه فتلك سياسة لا يفقهها إلا الخونة والمتآمرون على شعوبهم في سوق النخاسة السياسية وهل هناك أرقى من سوق نخاسة الساسة في السفارة الامريكية في العراق .
مقالات اخرى للكاتب