القت حادثة اغتيال مدرب كربلاء، المغترب العائد من هولندا، السيد محمد عباس، في ملعب المدينة بعد خسارته لمباراة جماهيرية امام القوة الجوية، من قبل عناصر قوات "سوات" المسؤولة عن امن الملعب، القت الكثير من التساؤلات حول حقيقة هذه التشكيلات المسلحة التي انشأها السيد نوري المالكي مؤخرا، وطبيعة عناصرها، وطريقة تدريبهم وافكارهم.
فحين تم الاعتداء من قبل عناصر هذه القوة على اللاعبين بعيد انتهاء المباراة، كان المدرب المرحوم بعيدا، لكنه اثر التدخل لمعرفة سبب الاعتداء على لاعبيه، فتقدم مستفسرا بادب، بالشكل الذي يوحي وكأنه مازال يعيش اجواء هولندا.
الا ان هذه القوات التي استقدمت اساسا من اجل حمايته، وحماية لاعبية اعتدت عليه بعنف غير مبرر ثم تركته ينزف على بلاط المدخل المؤدي الى ملعب الادارة المحلية.
ولم تشفع له الايام السبعة التي تلت، والتي قضاها المرحوم في ردهة العناية الفائقة، فلم يسترد وعيه حتى فارق الحياة هناك.
سوات عرفت سابقا في اقتحامها ساحة المتظاهرين في مدينة الحويجة، في الثالث والعشرين من نيسان الماضي، اذ تركت خلفها 125 جثة جلها لشيوخ ومقعدين لم تسعفهم القدرة على الهرب، بالاضافة لاكثر من 400 جريح، وقد علقت هذه الحادثة بالاذهان بسبب التندر الذي تلاها، فقد اعتبر السيد المالكي اولئك الضحايا الذين قتلتهم سوات، باوامره المباشرة، على انهم شهداء الوطن!؟
وعرفت قبل ذلك بقمعها المظاهرات المناوئة لحكم السيد المالكي في محافظات البصرة، الناصرية، ديالى، وبغداد خصوصا في منطقة الاعظمية.
هذه القوات الخاصة، المجهزة حسب تقنية قوات التدخل السريع الامريكية، والتي يتلقى جندوها تدريباتهم القتالية بافتراس الحيوانات الاليفة والتهام الدجاج الحي تماثل وضائفها ومهماتها مهام قوات فدائي صدام قبل عام 2003، وشبيحة نظام الاسد، وتعمل بممارسات الجنجويد في التصدي للمعارضين غير المسلحين. ترتبط مباشرة بمكتب السيد رئيس الوزراء ولا تتلقى التعاليم الى منه.
تكلفة هذه الوحدات الخاصة تستنزف الملايين من الدولارات بسبب الاجهزة التي يعلقها الجندي على جسده، من تأمين الاتصال المباشر بالقاعدة، الى استشعار حراري للرؤيا في الظلام، خصوصا اذا عرفنا بان الاجهزة نفسها في حالة تطوير وتحديث مستمر، تتلقى عليها الشركات مبالغ باهضة، هذا بالاضافة الى ان تدريبات الجنود تجري في غالبيتها العظمى في الولايات المتحدة الامريكية واستراليا، وفوق ذلك فهم يستلمون رواتب عالية لضمان ولائهم فقط.
فهل تحولت سوات، الطفل المدلل، الى مشاكس يصعب السيطرة عليه بعد ان اطلقت يده في دور الثقافة سابقا، اذ اغلقت مراكز ثقافية كان يرتادها النخبة من المثقفين، الى الشوارع والميادين للبطش بالمتظاهرين، واخيرا في الملاعب الرياضية؟
حادثة الاعتداء على الرياضيين بعد انتهاء المباراة في كربلاء، وقتل المدرب الخلوق، المرحوم محمد عباس تلقي تساؤلات حول حقيقة هذه القوات، واستهانتها بالارواح البرئية، واخيرا حول النوايا الحقيقية التي دفعت بالسيد المالكي لتأسيسها، اذا يمكن اعتبارها هي، سوات بالفعل وجه المالكي.
مقالات اخرى للكاتب