يعتقد الكثير من الناس ان فكرة هدم الأضرحة والمقامات عند السلفيين التكفرين تكمن من وراءها عقيدة دينية باعتبارها اماكن شرك بالله , لكن المسلم به عند المسلمين جميعا ومن المذاهب الأربعة يقولون بخلاف هذا الرأي تماما , وان الزيارة للقبور سنة نبوية متعارف عليها وموصى بها واضرحة الصالحين تحضى بالعناية والاحترام , ففي العراق يوجد قبر ابو حنيفة النعمان امام مذهب الاحناف و قبر احمد بن حنبل امام مذهب الحنابلة , قبروهم مشيدة ومزخرفة وتزار من قبل أتباعهم ومقلديهم كما ان الماثور من مصادر وصحاح المسلمين يصرح عكس ما يدعيه الفكر الوهابي باكمال
والتمام , فالامام مسلم يقول :مر الرسول (صلى) بليلة اسراءه على قبر موسى بن عمران (ع) فراه يصلي في قبره , والشافعي يقول أتبرك بابي حنيفة واصلي الى قبره فاذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين قضت الحاجة , والبخاري يقول : عن النبي (صلى ) من صلى على قبري سمعته وان من صلى علي نائبا بلغت , الذهبي وهو تلميذ ابن تيمية يقول : قبر معروف الكرخي الترياق المجرب او المعطر ... بعد هذا العرض الموجز يبطل الادعاء تماما بان زيارة القبور مدعاة للشرك بالله وحتى الوهابين انفسهم لا يعتقدون بفكرة هدم القبور لانها شرك في قرارة انفسهم وينتقون الحكم الشرعي فيها انتقاءا
ولناخذ شيء من فعلهم القبيح , ففي سوريا نبشوا قبور الصحابة حجر بن عدي وعمار بن ياسر و قبر التابعي أويس القرني لانهم من اتباع اهل البيت (ع) ولم ينبشوا قبر خالد بن الوليد او قبر معاوية ... وعندما دنسوا ارض الحدباء الباسلة هدموا الاضرحة والمقامات بل هدموا حتى قبر ابن الاثير صاحب كتاب الكامل في التاريخ وقبر الشيخ فتحي والملا عثمان الموصلي ... في حين نراهم لم يفعلوا هذا الفعل المشين في تكريت مطلقا لوجود قبر صدام حسين الذي اصبح مزارا فهل قوانين الاسلام التي يدين بها هؤلاء الاوباش تصح هناك ولا تصح هنا او فيها استثناء او لان النقش بندية وعزة
الدوري حليفا لهم ... اذن الموضوع لا يتعلق بعقيدة دينية يدينون بها فهذا الرأي يسوغوه على عقول السذج والأغبياء وان الامر يتعلق بالحقد والكراهية والعداء وهو فعل لحلقة مكملة لسلسلة طويلة في أجرام بنو امية بقتل اصحاب النبي واهل بيته (صلى) واليوم هؤلاء يكملون المشوار بالتنكيل والتحقير لقبورهم الشريفة .
مقالات اخرى للكاتب