وأخيرا عدنا الى المربع الأول، على قاعدة اللاغالب ولا مغلوب؛ فلا دعوة إصلاح ولا هم يحزنون، وستعود الأمور الى ماكانت عليه، قبل أن يضعنا السيد العبادي في الأزمة السياسية الراهنة، فلا تعديلا وزاريا منتظرا، ولا "تكنو قراط" بدلا عن الوزراء " السياسيين".
رئيس الوزراء حيدر العبادي؛ أعلن الأربعاء التاسع والعشرين من الشهر الفائت، أنه لم يعد مصرا على إجراء التغيير الوزاري، الذي كان بوابة الأزمة السياسية الراهنة، بل أعلن تخليه عن أحدوثة الوزراء التكنوقراط، التي بدت وكأنها بوابة للإصلاح، الذي لم نعرف له رأسا ولا أساسا!
السيد العبادي برر تراجعه السريع، والذي أطلقه بعد إتمام تحرير الفلوجة؛ وهو أمر له دلالاته التي توحي، بتصور أنه بات أقوى من ذي قبل، حينما قال بأنه يحتاج إلى "استقرار سياسي"، ولذلك فإنه ليس مصرا"على التغيير الوزاري"، ولذلك أيضا فإنه سيبدا" جولة مباحثات مع القوى السياسية، من اجل ترشيح بدلاء عن بعض الوزراء الذين قدموا استقالاتهم، ولا يرغبون بالاستمرار في العمل".
العبادي وفي هرولة سريعة الى الخلف؛ قال في نفس التصريح بأنه "شخصيا ليست لدي أية مشكلة، مع الوزراء والعمل معهم سلس وفعال". و أن "الإصلاح في الحقيقة هو إصلاح للنظام الإداري، والترهل الحكومي وليس بالضرورة هو تغيير الوزراء".
ثم يستقر كما قلنا عند المربع الأول، حيث المحاصصة السياسية، التي صُدعت رؤوسنا بأحاديث ذمها، حينما قال بأنه لا يرى "أن بالضرورة يكون بدلاء الوزراء ليسوا من السياسيين، لكني اطلب من القوى السياسية أن ترشح بدلاء، تتوفر فيهم المواصفات الممكنة للعمل المشترك".
ستمضي الأمور إذن بهذا الأتجاه، ولن يسأل احد عن سنة كاملة من الشد العصبي، ومن توقف الحياة السياسية، وتعطل مرافق الدولة بشكل جزئي أو كلي، بإنتظار "فرج" الإصلاحات، المعلقة في غيوم من المشكلات، التي أثارتها دعوة إصلاح مبهم الأغراض والأهداف والوسائل.
سيضمن القادة السياسيين؛ أن وزرائهم باقين في مواقعهم، ولذلك لن يُسأل أحد إذن، عن تحطيم هيبة الشعب، بتحطيم مؤسسته التشريعية، ولن يَسأل احد السيد العبادي، عن تعيينات المناصب العليا بالوكالة، ولا عن دستورية كثير من القرارت، ومنها قرارات تبديل مواقع المفتشين العموميين العجيبة.، لن يُسأل أحد عن كل ذلك، فمنصب رئاسة الوزراء بالعراق، منصب لرجل مصون غير مسؤول!
لن يسأل احد أيضا، كيف تم تعيين رجال بعينهم في مناصب حساسة، كمنصب رئيس جهاز المخابرات، ولا عن النفوذ المتعاظم لأسر بعينها، كما لن يكون هناك سؤال عن الطبخات السرية، في دهاليزمؤسسات الدولة، في القضاء والمؤسسة التشريعية والحكومة ومؤسسة الرئاسة!
كلام قبل السلام: كلهم سيسكتون،؛ لأنهم كلهم منتفعين، وحدي أنا الغبي تكلمت، وسأدفع الثمن!
مقالات اخرى للكاتب