يبدو أن لا كلمات تستطيع ان تشرح, او توضح حجم المآسي, والفجائع التي حلت بالعراقيين عموما, وبأبناء الطائفة الشيعية خصوصا.
فالشيعة, ومع قيادتهم للسلطة التنفيذية, واغلبيتهم, الا انهم مطاردين في وطنهم, وتُنَفَذْ بهم أبشع الجرائم, من قتل وتهجير, ومصادرة املاكهم, في المناطق المشتركة, سواء مع الكورد او السنة.
الطبيعة المسالمة للشيعة, وروح المرجعية فيهم, تجعل منهم وديعين, وغير انتقامين, فمن يرى ويتعايش مع مناطق الشيعة, يجد ان السنة والكورد, يعيشون معززين مكرمين في مناطق الشيعة, وحتى الآذان على الطريقة السنية, والمساجد السنية, تملأ مناطق الجنوب الشيعي, في حين اتحدى اي أحد, يأتي بدليل, أن مسجدا شيعيا, او اذانا شيعيا, يمكن ان يقام في منطقة سنية, وصار لا مصير امام الشيعة في مناطق السنة الا القتل والذبح.
لن اتكلم عن سياسيي السنة أو الكورد, فهم غير معنيين بالقضية الشيعية, ان لم يكونوا سببا مباشرا في محاربة الشيعة.
ان ما يعنيني هو دور الساسة الشيعة, واصحاب القرار الحكومي, فدماءنا تسيل على الارصفة والطرقات, في الاسواق والمحلات, باسم الساسة الشيعية, لكن ماذا قدم هؤلاء الساسة للشيعة؟!
طوال فترة التغيير وحكم الشيعة, لم ارى موقفا حازما من هؤلاء الساسة, تجاه اي قضية تهم مناطق الجنوب, ذات الاغلبية الشيعية, فلم يهتموا في بناء مناطق الجنوب, ووقفوا ضد كل مشروع يهدف لبناء مدن الجنوب, فالبصرة مثلا, تدر على العراق بما يقرب ال90% من الايرادات, لكن واقع البصرة الحالي يتنافى مع حجم ما تعطيه هذه المحافظة.
كذلك لم يتفاعل القادة الشيعية مع قضايا الشيعة المصيرية, واهمها العمليات الارهابية, التي تعصف وتعبث بأرواح ابناءنا.
مقالات اخرى للكاتب