قبل أكثر من عشرة ايام نقل عدد من الفضائيات العراقية عن مسؤول الاعلام في الامانة العامة لمجلس الوزراء عبد الزهرة الطالقاني تصريحه بان رئيس الوزراء نوري المالكي وجه برفع صور المسؤولين من الشوارع ومن المواقع كافة، وتحت اي عنوان... و في اليوم التالي جرى التاكيد من المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي بان التوجيه يشمل الصور المفردة و المشتركة لرئيس الوزراء ايضا.
حتى اللحظة ماتزال صور المسؤولين بوعودها المعسولة، وايادي اصحابها المرفوعة المحيية، و اصابعهم الموحية، تتزاحم مع الاعلانات التجارية لـ «سامسونك» و «نوكيا» و «أل جي» و «هاس لكل الناس»، و تحتل الشوارع و الميادين و الساحات العامة في بغداد و عدد من المحافظات، و في مقدمتها صور السيد نوري المالكي المفردة منها و المشتركة.
وقبل ايام استضافت احدى الفضائيات مدير الاعلام و العلاقات في امانة بغداد حكيم عبد الزهرة و استفسرت منه عن سبب عدم رفع صور السيد رئيس الوزراء و المسؤولين الاخرين رغم مرور قرابة الاسبوع على تصريح الطالقاني عبد الزهرة و التوضيح في اليوم التالي.
اجاب انهم في امانة بغداد سمعوا من الاعلام و قرأوا التصريح و التوضيح، لكنهم لم يستلموا كتابا رسميا بعد من الجهات المسؤولة كي يباشروا التنفيذ...!! و بكل تاكيد هم لن يكلفوا انفسهم بالسؤال من الجهات المسؤولة عن هذه التوجيهات و الاوامر الرئاسية، لن يفعلوا ذلك على الاقل قبل انتخابات نيسان القادم، و يتمنون في قرارة انفسهم ان يتيه الكتاب في ادراج المسؤولين الكبار، كما هو تائه أو مُتَيٌه حتى الان.
جواب مدير الاعلام و العلاقات في امانة بغداد السيد عبد الزهرة، يذكر بموقف مشابه لخطيب جامع مدينة عنه في نيسان 2003. ففي الجمعة الثانية بعد سقوط نظام صدام واحتلال العراق، و بعد ان اكمل الشيخ خطبته التقليدية المعروفة، بدأ بترديد الدعاء و حرق البخور في محراب الرئيس الهارب كما جرت العادة، و مما قاله حينها « ربنا احفظ قائدنا المنصور صدام حسين، و انصره على اعدائه العلوج الامريكان، واحشرهم في نار «الحواسم» ، و اذقهم عذابا مستطيرا على يدي عبد الله المؤمن....!».
أثارت ادعية الخطيب الضحك بين المصلين و سرت همهمة داخل المسجد، و تدخل بعضهم و استفسر منه ان كان قد سمع بالزلزال الذي ضرب العراق وهز المنطقة باسرها. رد الخطيب بهدوء و برود انه سمع بكل شيء و يعرف كل شيء، لكنه ملتزم بتوجيهات وزارة الاوقاف و الخطب و الادعية التي توجههم بها، و هو لم يستلم شيئا جديدا من الوزارة حتى الان....!
ترى هل ستصل توجيهات وزارة الاوقاف الى امانة بغداد و متى ؟
مقالات اخرى للكاتب