Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
فرشاة الأسنان والأنف الكبير والكلب
الأربعاء, أيلول 3, 2014
محسن لفته الجنابي

سلسلة دراسة في الكذب المقارن /2
يقول أحدهم (وكان ممثل أميركي معروف) أنه ورغم أبتلائه بأنف كبير لكنه سعيد
فحين يسخر منه أصحابه يجيبهم بهدوء :
أنا الوحيد في العالم الذي بأمكاني التدخين تحت المطر الغزير !
ويقول آخر قريب لنفس النقابة وكان يعمل مقدم برامج في موقف حصل أمامه:
بينما كنت أسير في طريقي رأيت رجلاً أعمى يرى طريقه بواسطة كلب يربطه بحبل الى يديه وفجأة تبول الكلب على قدم الرجل الكفيف
فأخرج قطعة بسكويت وأعطاها للكلب فأعجبني المشهد وتقدمت منه لأشكره على أنسانيته فتلك أعظم درجات الشفقه التي رأيتها في حياتي
فاجئنا المذيع حين قال :
الرجل الكفيف صرخ بي , أين أنت يامن تتكلم بالشفقة !
وأستمر يكيل لي التوبيخ : فلتذهب للجحيم الشفقة !
كل ما أردته أن أعرف أين رأسه حتى أرفسه في مؤخرته هذا المتوحش الشرير !
في كلا الموقفين فكرة أردت أن أستدرجكم بها نحو ما يتعلق بالمصداقية والعفوية في سرد المعلومة للأستفادة منها في المقارنة مع ما نسوّق من أخبار وحكايات ومواقف جعلتنا نلحظ البون الشاسع بين إعلامنا الهزيل و إعلامهم الرصين ( أقصد إعلام الغرب) إذا ما عرفنا إن أبسط تعريف للأعلام هو تسويق المعلومة (مهما كانت) للجمهور , في المثال الأول نرى بوضوح كيف أن الممثل يمتلك (الثقة بالنفس) عبر عنها بمعلومة صغيرة أقنعت الجميع وكانت كافية لأن تجعله بالنهاية سعيد , والثقة بالنفس وبحسب تجربتي البسيطة مركب مهم للشخصية الأنسانية يعطيها ملامحها الرئيسية وهي مختلفة عندنا بالطبع , هي عندهم شبه ثابتة بل يمكننا وصفها بالمطلقة إذا ماقورنت مع ما لدينا فهي جدلية تتناسب عكسياً مع الخوف و للأخير درجات تبدأ من الخجل مروراً بالحذر لتنتهي بالخشية من الموت أو على الأقل التهديد , وعند فقدها نفقد أهم مركبات القوة الأنسانية لتبرز بدلها مركبات غرائزية بدائية لا تلبي متطلبات العصر ونتيجتها أن يوصم أصحابها بتهمة الكذب والغرائبية والأبتعاد عن الواقع على الأرض
في المثال الثاني نلاحظ أن مقدم البرامج نقل ماجرى أمامه كما هو , كان له أن يتوقف عند مشهد (الشفقة) الذي حصل فعلاً دون أن يكمل الفصل المخيب للآمال , وكان له أن يضيف ما يمتلك من عواطف (حب الكلاب) أو عقائد( جمعيه يهوا لنشر الدين) أو ثقافته (العلمية , السياسية والأجتماعية) ليخرج به على الناس بعد الصياغة والترتيب ليذهل الجميع , لكنه أبى لسببين , لأنه مقتنع بأن أفضل الأعلام ماكان ينقل مايجري فعلاً دون تزويق فهو يجذب الجمهور , كذلك بحسب نظرية التقمص والتنكر التي طرحها شكسبير منذ قرون و طورها الحداثيون والتي تقول بأن أفضل تقمص أن يكون الراصد عين للشخصية (وهي هنا تمثل الناس) وأفضل التنكر أن تكون كما أنت , والسبب الثاني أن لا يكشف أحد الماريّن صدفة ما حصل فعلاً فأي حيد عن روايته سيسبب سقوطاً نهائياً لـ(مقدم البرامج) كما سقط نيكسون في فضيحة ووتر غيت .
نحن نعيش الآن في منطقة تسمى الشرق الأوسط , كانت شبه مجهولة بالنسبة للعالم من حيث الأعلام و المعلومات , وأنفتحت عليه منذ أواخر التسعينات حين أنبثقت طلائع الفضائيات لتنقل أخبارنا أليه , وبعدها ظهرت مئات غيرها وبعد مرور أكثر من عشر سنوات توقعنا أن تتطور تلك الوسائل نحو المهنية و المصداقية بعد أنضمام الأعلام الألكتروني وغيره من وسائل النشر الى الركب , لكن الذي حصل أمر مغاير تماماً , فكل ما تسوقه تلك الآلات الضخمة (من حيث الأموال و القوى العاملة ) لازال مجرد أكاذيب ملطخة بالتسييس مع التوجيه الأيحائي الفج الذي يجعل المتلقي يشعر بالغباء ليغرق في مركبي الخوف والنقص .
أغلب المعلومات التي تصدر عن آلاتنا المعلوماتية على شكل أخبار وتقارير نجدها اليوم مثل فرشاة الأسنان حين نجدها مبلولة فهي تثير الأشمئزاز لأننا نعلم أنها فقدت طهارتها بعد لمسة واحدة من أي شخص .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.53438
Total : 101