في المشهد السياسي العراقي اليوم لا نستطيع أن نقول أن لدينا ثوابت شاخصة في اختيار رئيس الجمهورية أو ورئيس الوزراء أو ورئيس البرلمان أو والوزير أو المسؤول الذي يوازيه لأننا نطبق مبدأ (المحاصصة ) وهو مبدأ ليـــس له من المنافع بقدر ماله من المثالب ،وهذا المبدأ السيئ ( مبدأ المحاصصة ) هو الذي أوقف عجلة بناء دولة عراقية جديدة على أنقاض دولة أحادية الحاكم .مبدأ المحاصصة ألغى الكفاءة وقدم عليها الولاء للحزب أو للكتلة أو للائتلاف أو للدول أو لرؤساء القوائم . ومبدأ المحاصصة أتاح لمغمورين ولنكرات ولأدعياء ولأصحاب تاريخ غير مشرف أن يصيروا في الواجهة وهم ليسوا أهلا لها ( مع احترامي لبعضهم ) . مبدأ المحاصصة جعل المناصب الحكومية غنيمة شخصية لا ملكا عاما . مبدأ المحاصصة هو الذي جعل المسؤول يأتي حافيا ويخرج من الوزارة والبرلمان والهيئة والمديرية والسفارة و و و و الخ وهو ذو حسابات مليارية .المنصب الإداري منصب خبرة ومنصب استشارية ،والمحاصصة أشاعت الفردية والتفرد في اتخاذ القرار .. والأعجب والأغرب أن مبدأ المحاصصة هو الذي اوجد أسلوب (تداولية المنصب ) فالوزير يعفى من منصب في وزارة معينة ،فينقل إلى وزارة أخرى وأخرى وقد لا تكون له مؤهلات إدارة الوزارة الجديدة ، ولكن المحاصصة تفرضه ولا شان لها بالاختصاص أو التخصص . لهذا لا نجد دورا للخبير إن وجد .. الخبير الذي أفنى عمره في تخصصه في إدارة عمله وفق كفاءته الشخصية ومعارفه المكتسبة .لهذا عمت فوضى إدارة الدولة وتعطلت حركة الإنماء فلا زراعة ولا صناعة ولا كهرباء ولا ري ولا سدود .. ولا .. ولا .. ولم يبق للمواطن حلم يتحقق وحلم يرجوه .أحيانا احلم أن تكون لنا وزارة للنظافة حتى تنظف عاصمتنا الجميلة بغداد من أدران أوساخ أحياءها وكذلك تكنس لنا كل مسؤول فاسد وسارق لم يقدم للوطن والمواطن غير الآهات والمتاعب والمعاناة والأوجــاع .وأحيانا احلم بان أرى وزيــــر صحة يخصص ساعة أو ساعتــــين من وقتــه لفحص المرضى الفقراء .. ولعلها أحلام .. فقط أحلام تذهب هباء . كما أتمنى أن يذهب مبدأ المحاصصة .
مقالات اخرى للكاتب