أعرف أن ملائكة الرحمن قد حملتك على بساط موشى بالإستبرق و الحرير لتعرضك على رب العزة وقد لمحت أن كتابك كان على يمينك ليحطوا بك أخيرا قرب ضل العرش !!
كان الرب فرحا بمقدمك وكانت حواري الله ومحبيه يحفون بك من كل جانب !
كان بانتظارك علياً والحسن والحسين و الشهيد الصدر , فحتضنك الصدر في عناق طويل وهو ويوشوش في اذنيك ويقول لك.... لقد تاخرت كثراً علينا يا ولدي محمد ..... كنت ننتظرك في الافق البعيد لعل القادم الينا هو ... انت !
بغته أنتشرت هالة من ضياء طاغ تغشي الأبصار فتبين انه السيد المسيح حضر وهو مثقل بالصليب وقد جاء ليعمدك بشلالات الدماء الزكيه التي نزفتها وحيداً في الطرق الموحشة الواصل بين منطقة العباسية لغايه المستشفى التعليمي!
بعدها حملوك بالقرب من عرش الرب ثم وضعت الملائكه أيديها على رأسك المكلل بالغار .... بعدها وضع الرب الرحيم يده على أكفهم فكانت ( يد الله فوق أيديه(
ثم أشار الرب إلى كبير الملائكة ليجرد سجل حسابك فجيئي به فكان كتابك ناصعا نقياً كنقاء شط العرب قبل ان ينحره وينحروك اخوتنا في الدين والمذهب !
فطغى الصمت على هيبة ورهبة المكان.
راح كبير الملائكة يقّلب سجلك بتأنً وهدوء ..... ثم همس بأذن الرب !
أبتسم الرب ..... ثم أنحنى عليك وطبع سبع قبلات علي مداخل الرصاصات التي اخترقت جسدتك فبرأت تلك الثقوب .... بعدها أشار بيده فهمت منها الملائكة انه لاشيء يحول بينك وبين الجنة !
حملتك الملائكة على سريرا موشى بالزبردج والحرير والياقوت بينما كانت أكاليل الغار تطوق جيدك ورأسك وأنت فرحا جذلا تلّوح بيديك بعلامات الشكر و الأمتنان لرب الرحمة بينما كان أحباء الله وحوارية ينثرون عليك الورود وأكاليل الغار وشيأ من العنبر والكافور !
في جنان الله كانت الحور الحسان وانهار الخمر بانتظارك !!
وعندما وطأة قدميك أديم الجنة ألتفت حولك الحور الحسان
فكانت أحداهن تلّقم فاك با ( التين ) وأخرى ( بالزيتون ) وثالثه تمشط شعرك الأشقر بمشط موشح بالياقوت !
وبينما كانت أحداهن تسقيك من انهار الخمر بكأس من بلور حطت على كتفيك طيورا موشحه اجنحتها بالذهب ثم راحت تزق فاك زقا بالعسل وماء الورد !!
........
اليوم حاولت إن اتصل بك تلفونيا غير أن صوتا أجشاً جاءني لينبئني بأن الرقم المطلوب تم فصله من الخدمة لأسباب أمنيه !
حاولت ثانيةً ولكن من شبكة اتصالات أخرى فكان الرد مشابها للرد الاول غير ان الفصل كان هذه المره لأسباب أستخباراتية !!
ثم اتصلت بمدير مكتب قائد شرطة البصره لأسئله عن سبب سحب أفراد حمايتك فطلبوا مني أسمي الرباعي واللقب و عنواني الكامل مع صورة حديثه , ثم استدرك قائلاً لم يصدر أمراً بالسحب !!
فقلت له ان هناك كتابا صدر منكم يأمر بالسحب فقال لي انه مزور ثم أغلق الخط !
وأخيرا اتصلت بحافظ البصره فأخبرني سكرتيره الشخصي بأن السيد المحافظ متعب لأنه كان مشغول بمهمة أمنية ناحجه !
فما كان مني إلا أن اتخذ طريقا يمر عبر شوارع الجزائر والطويسه فكانت تلك الشوارع مقطّعت الأوصال وقد انتشرت فيها مليشيات حركة حزب الله و رجالا ملثمين قيل انهم من العصائب والبعض قال انهم جائوا من المنطقة الخضراء والبعض الآخر أقسم انه جائوا من خلف الحدود لتنفيذ واجب أمني ليعودا بعدها من حيث أتوا شرقاً !!
فحلمت أني أسير الهوينا وكان الجو ممطرا وكانت حبات المطر تشبه كريات اللؤلؤ والياقوت وكانت تلك الطرق معّبده بالذهب والمرجان ولم تطأها أقداماً من قبل !!
بغتة لمحت قصرا منيفا خط على واجهته عبارة ( من هنا مر الشهيد محمد مصّبح الوائلي( !!
طرقت الباب ثم أنفتحت باب القصر فإذا بفتاة كانت آية من الجمال الملكوتي تكاد أن تغشي أبصار ناظريها و كانت تعبق منها راحة العنبر والكافور
سألتني ... من أنت ؟
قلت لها أنا ناصر الياسري كنت ولازلت أخاً لأبي عباس ؟
قالت ولكن أبي عباس ذهب مع الرب بنزهة بصحبة الشهيد الصدر ... ثم استدركت قائله غير أنه ترك رسالة لمحبيه يقول فيها ... . طوبى لقاتليّ !!؟
تسائلت بدهشة ..... وهل عفا عن قاتليه ؟!!
قالت بلى !!
قلت كيف ولا زالت دمائه نديه على شوارع وطرقات منطقة الجزائر الحزينه الثكلى بفقدان ابنها البار ؟
قالت ... هكذا قرر هو .... ولا مجالاً للتراجع !!
قلت .... ولكن ...أنهم قتله مأجورين وقّطاع طرق ومنبوذين !!
قالت ... أنها وصيته !!
تسائلت .... ومن تكونين أنت ؟
قالت أنا زوجته !
فقلت لها ولكن زوجه وبناتها الخمس وولده عباس وأخوانه ينتظرونه في الطويسه .
أبتسم وقالت أحمل لهم مني ومنه السلام !
ثم اختفت !!