وتفرط بي حمى اليأس الوطني ويجنح بي خيالي وأنت حدود جراحنا ياسيدي .. وإخوة لنا يذبحون برصاص االارهاب في الانبار ,فأصرخ بأعلى صوتي في بيداء الوطن المستباح ..سيدي ياحسين ..سيدي ياحسين..يامقلة عيني ..وإحزاننا ..وشرفنا..وحدود جراحنا..وحدود أوطاننا ..ومأساتنا الأزلية ليتني كنت قطرة ماء تروي عطشك ..وليتني كنت ظهرا تعتلي عموده الفقري لتخاطب من غابت ضمائرهم بالأمس واليوم لعلهم يفيقون ..وليتني ياسيدي كنت سعفة تطفئ بها الخيام المشتعلة .. .
وليتني كنت ضمدا أداوي به بعض جراحك وما أكثرها ..وليتني كنت يدا ترفع يدي العباس لتعيدها الى كتفيه ..وليتني كنت قادرا ان أكون سيفا بيد نجلك علي الأكبر قبل ان يطعنه الأفاقون حين انحنى على نعله الذي هو اشرف من كل عروشهم وصولجاناتهم الذهبية وأحزابهم وتحالفاتهم ..بل لبتني كنت شمعة في عرس القاسم أضيء بها بيوت المهجرين قسرا .
ليتني ياسيدي كنت قادرا على الأقل ان أؤنس وحشتك في تلك الأمسية الطويلة التي لم تفارق بها علم الحرية والمجد الذي لم تورثه لأحد من هؤلاء الذين يدعون الوراثة ويتقاتلون من اجل البقاء السلطوي بينما أمه بأكملها تنتظر معجزه الوفاق الكاذب وصفقته القادمة التي تكرر لعبه المحاصصه والتقاسم على حساب قوت الشعب وكرامته ومستقبله ...لابارادتهم.. بل باراده الآخرين رغم أنوفهم ...لأنهم عبيد وليسوا أحرارا..عبيد السلطة لأغير.. .فأين هم منك ياسيدي أمير الكرامة والعنفوان .
يا لعظمتك سيدي حين بقيت وحيدا عندما تهاوت قامات الإبطال من حولك صرعا على ثرى الوطن برماح المرتزقة ونصالهم وسيوفهم المشحوذة بالحقد والتخاذل والطائفية..حين تزاحم العسكر لنيل جائزة السلطة الغاشمة ..وحين تخاذل الناخبون والمبايعون والمعارضون بالامس ليتحول الحبل الذي سحلوا به ابن عمك وسفيرك الى مشنقة سيتدلى منها كل رقاب الطغاة وباعة الضمائر وسفراء مملكة العهر السياسي على أعمدة الضوء المزروعة على أرصفة الوطن الغارق بالظلام تحت جداريه جواد سليم....
وليكون دمك سيدي زلزالا أزليا يضرب الباطل وعروشه متى توهم انه استقام واستقر....وتيزابا يحرق شفاه المظليين ومزوري الحدود ومبرري المذابح وتقطيع أوصال الأوطان بمسميات عاهرة ساقطة في معجم السياسة القذرة بطبعته القديمة والجديدة .
ولأنك علمتنا ان الوطن لايصان الا بالدماء ولا تعلوا قامات نخيله الا بالتسامح والبطولة والإباء... اركب معنا ياسيدي سفينة النضال وأبحر بها في يم من دموع التهجد فلقد أصبحنا وحيدين في بغداد مثل صالح في ثمود ..
نريد ان نستظل بقداسة طلعتك البهية... ياجرحنا الأزلي... يامن أشعلت في قلوب المساومين نار الخوف وأرقت عيونهم وأنت ذبيح على مدى الدهر ... ..يامن اختصرت الرجولة في جلجلة المستضعفين وصحفهم ونبالهم ونبلهم وشرفهم وغوغائيتهم.
ابحث عنك ياسيدي مع ملايين المخدوعين والفقراء والضائعين... فلا أجدك... بعد ان أصبحنا تائهين في صحراء الربع الخالي مع هارون وما تبقى من أل يعقوب... مجردين من الوطن والهوية والجواز والزاد بلا بوصله او خارطة طريق ... ولا إرادة... حتى بلا خيام او مأوى ,مثل زورق تائه بلا شراع او مجداف يهبط في لجاجة البحر ولا نملك سوى أصابعنا التي غسلناها في نهر العلقمي من أكذوبة حبر الانتخابات والتصويت على الدستور والشراكة القديمة و الجديدة .
نريد ان نموت معك شامخين ....رجالا وتساءا وأطفالا..لا برميل نفط بخست أسعاره او رصيداَ انتخابيا او مساومة في مبغى السياسة في المنطقة الخضراء.او دول الجوار
ياسيدي يامولاي ..احتضن أشلائنا التي تناثرت في وطن الظلام.... لربما يكون لنا ياسيدي الحسين بعض من مجدك السماوي ...ويكون لنا أحفاد يثارون لنا.. .. ..ولو طال الزمان .. يا ثار الله وثار الوطن .
السلام على الحسين ...يوم ولد ..ويوم استشهد ..ويوم يبعث حيا .