Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
التطرّف الديني وصناعة الموت (2 -2)
الثلاثاء, تشرين الثاني 3, 2015
د. قاسم حسين صالح


دراسة تحليلية


الناس في الدين ..ثلاثة اصناف.
لسنا معنيين هنا بما يخص علماء الدين وفقهاء الشريعة،انما الذي يهمنا ـ بوصفنا سيكولوجيين ـ معرفة علاقة الفرد بالدين..أو مقاصده منه، والاسباب التي تساعدنا على فهم العلاقة بين الدين والتطرّف (التعصب). وما يشغل تفكيرنا هو: هل هناك سبب واحد، أم اسباب مختلفة يدفع/ تدفع الناس الى أن يكونوا متدينين ؟

تشير الدراسات المعنية بهذه " الاشكالية " الى ان الناس يكونون متدينيين لأسباب متعددة وليس لسبب واحد..ويمكن تصنيفهم على النحو الآتي:

1. التدين " الغرضي ". ويعني التوجه نحو الدين بوصفه وسيلة للحصول على اشياء اخرى ذات قيمة . فالذهاب الى اماكن العبادة يوفر فرصة لتكوين صداقات، يمكن ان تفيد في أوقات الازمات، أو حين يكون الشخص بحاجة الى مساعدة أو اسناد اجتماعي. كما ان هذا النوع من التدين قد يحقق لصاحبة مكانة اجتماعية أو اعتبارية أو وظيفية . وبهذا يكون الدافع هنا تحقيق منفعة تهدف الى خدمة المحافظة على احترام الذات، ويكون الوجدان الديني فيه غير ناضج.
2. التدين الباحث عن الحقيقة. ويعني التوجه نحو الدين بوصفه سفر دائم من أجل فهم القضايا الاخلاقية والروحية المعقدة، والمصحوب عادة بمعتقد ان الاجابات السريعة والبسيطة ، خاطئة تماما".

3.التدين الحقيقي. ويعني التوجه نحو الدين الذي يحاول الناس عن طريقه أن يعيشوا دينهم ويستدخلوا تعاليمه. ومن هذا المنظور فأن الدين ليس وسائل لتحقيق بعض الاهداف ، وليس رحلة من أجل البحث عن حقيقة، انما هو غاية بحد ذاته ، يكون فيه الوجدان الديني ناضجا" ، ويكون الانسان فيه قد سلّم له نفسا" طوعا" لذاته وليس من أجل استعماله. 

وقد تسأل الآن: من من هذه التوجهات الثلاثة في الدين، هو المتطرّف أو الأكثر تعصبا"؟.
لنبدأ بالتوجه الثالث منها " التدين الحقيقي " الذي يؤمن اصحابه بأن الدين ليس وسيلة لتحقيق غاية، ولا هو البحث عن حقيقة الروح والاخلاق والحقيقة، أنما هو الغاية النهائية للأنسان.

ان معظم الاديان تدعو الى التسامح، والافراد في هذا النوع من التدين-الحقيقي- يسعون ويتمنون ان يحققوا نوعا" من التكامل بين معتقداتهم الدينية وهوياتهم وسلوكهم. وعليه، فأننا نتوقع من هذا الصنف ان يكونوا الأقل تطرّفا بين المتدينين. وتشير الدراسات الى ان هذا الصنف من المتدينين ليسوا أكثر تعصبا" حتى من اولئك الذين يصفون انفسهم بأنهم غير متدينين. وما يميزهم أن الوجدان الديني عندهم يكون ناضجا، يثير لديهم الشعور بالمتعة ويحول مشاكل الحياة من سياقها الروتيني الى منظور اكثر شمولية واعمق معنى..فيكون ثقلها أخف عليهم موازنة (مقارنة ) حتي بغير المتدينين.

والصنف الثاني من المتدينين،أي الذين ينظرون الى الدين بوصفه رحلة بحث وتقصي دائم لفهم قضايا روحية واخلاقية معقده، فأنهم يكونون من النوع المنفتح عقليا" على مسائل أخرى أيضا" فكرية أو علمية أو ثقافية. وهذا الصنف من المتدينين هم الأقل ميلا" نحو التطرّف.
اما الصنف الأول من المتدينين، الذين يتخذون من الدين وسائل للحصول على أشياء اخرى من قبيل الصداقة والمكانة والاسناد في الاوقات الصعبة، فأن هؤلاء يميلون الى ان يكونوا الاكثر تطرّفا،والأقل نضجا في الوجدان الديني. 

ان هذه الأصناف الثلاثة من المتدينين موجودة في معظم الأديان.ولكن فيما يخص الدين الاسلامي ،هنالك ثلاثة اصناف اخرى ، الأول ما اصطلح على تسميته بـ(الاسلام السياسي )والثاني جماعة ( القاعدة وداعش)،والثالث هو السلفية السنّية والشيعية التي تعتمد التصنيف والتنميط والهوية المذهبية في التعامل مع الآخر.

ومع أن الصنفين الاول والثاني يمكن أن ينضويا تحت صنف ( التدين الغرضي )لأنهما يستخدمان الدين وسيلة لتحقيق غايات أخرى،الا أن " الغايات " لدى هذه الأطراف داخل هذا الصنف تحكمها فروق نوعية .فالغايات هنا سياسية وليست اجتماعية من قبيل تكوين صداقات،بل السعي الى تحقيق زعامات تشبع الحاجة الى السلطة والسيطرة،ومصالح اقتصادية ترفع صاحبها درجات في سلّم المكانات في الهرم الاقتصادي للمجتمع.

وعلى وفق هذا المنظور يكون المتدينون السياسيون أو ( السياسيون الدينيّون ) هم الأكثر تطرّفا "تعصبا" بين الناس، ليس فقط لأنهم يستخدمون الدين وسيلة لتحقيق أهداف أخرى، بل ولأن التنافس السياسي وصراع المصالح يضطرهم الى أن يكونوا متعصبين.

ولكن هل يصح هذا التعميم على الأحزاب الاسلامية ؟ أعني القول بأن كل الأفراد المنتمين الى أحزاب اسلامية هم متعصبون..متطرفون ، أو هم الأكثر تعصبا او تطرّفا بين السياسيين؟.

الموضوعية العلمية لا تميل الى التعميم في مثل هذه الأمور،فقد يكون بين الأحزاب الاسلامية أفراد أقل تطرّفا من أفراد ينتمون الى أحزاب علمانية مثلا.الا أننا نرى أن العامل الحاسم في الحكم على تطرّف (تعصّب) هذا الحزب او ذاك هو انفراده بالسلطة،مصحوبا بعامل نفسي هو توليد الشعور بالاحباط لدى الأطراف او الجماعات الأخرى التي أعاقها أو حرمها أو حال دون تحقيقها لأهداف وحاجات مشروعة.
ان الأحزب السياسية كانت قبل زلزال انهيار الاتحاد السوفياتي تسعى جميعها الى تحقيق هدف واحد هو ( الحصول على السلطة )،وأن تعصبها لهذا الهدف بالذات هو الذي أسقط تلك التي وصلت الى السلطة،وهو نفسه " التطرّف " الذي لن يمكّن تلك التي تسعى للحصول عليها ،مثل ( داعش ) التي تهدف الى اقامة (دولة الخلافة الأسلامية )وتدعي بأنها تحكم بأمر الله وتنفذ ارادته،أو الأحزاب اليسارية المتطرّفة التي ما تزال تريد اقامة دولة البرولتاريا .فلا فرق في التطرّف بين حزب "ماركسي " وحزب ديني اذا كان كلاهما يسعى الى الحصول على السلطة والانفراد بها وتهميش الآخر او عدّ من يخالفه الرأي بأنه عدو،او تبنيه شعار جورج بوش " من لم يكن معنا فهو ضدنا".

وثمة معلومة سيكولوجية مفادها: ان الذين لديهم ميول تعصبية (تطرّف) ينخرطون عادة في أحزاب أو حركات متطرفة،سواء كانت دينية أم علمانية، يمينية أم يسارية بالمصطلح السياسي.غير أن احداث الألفية الثالثة أثبتت أن الدين اذا توحّد بالتطرّف (التعصب) ودخل شاهرا سيفه في الساحة السياسية فانه يضطر الاخرين الى أن يشهروا سيوفهم او يتمترسون في خنادقهم..وغالبا ما تكون الواقعة!
ان التطرّف في الدين يزّين لصاحبه الزعم انه وحده على حق، وينعت من يخالفه الرأي : بالكفر ، والمروق ، والزندقه ، والفسوق..، وان التطرّف بالعلمانيه يجعل صاحبه يزعم انه وحده على حق، وينعت من يخالفه الرأي: بالرجعيه، والتخلف، والانغلاق، والدوغماتيه، والايمان بوهم.ومع تناقضهما العقائدي، فان كليهما يزدريان الغير،وكليهما عدوانيان حاقدان منتقمان،يبيحان لنفسيهما حق اخضاع الآخر واباحة سفك دمه ان رفض. فاذا كان الدين من الله ،فهل يعقل ان يأمر بقتل اناس هو خلقهم ليعيشوا؟. واذا كان العلماني الالحادي رأى ان " الله " وهما"،وان العقل هو الحقيقة، فلماذا يرتكب الخطأ نفسه والجريمة نفسها مع انه يعدّ نفسه الاكثر وعيا" والأرقى نبلا"؟.
الجواب يكمن في..التطرّف..وأقبحه..ان يوظّف الدين وسيلة لصناعة الموت!.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44684
Total : 101