منذ ان وقفت الصناعة العراقية على قدميها قبل عقود، كان هناك رجال أكفاء ذوي خبرة متميزة في مجالات صناعات الادوية والبتروكيمياويات ، على رأسهم الدكتور حمودي عباس اللامي المستشار العلمي لوزارة الصناعة ، والذي تقلد مناصب مهمة طيلة وجوده في هذه الوزارة ، تشهد له شركات دولية كبرى بأنه كان أحد تلك العقول المهمة التي أسهمت في رفع شأن بلده ونهضته علميا، وهو مايزال يواصل تقديم المزيد من اجل إعلاء التطور الصناعي العراقي في ميادينه المهمة وبخاصة في ميادين صناعات البتروكيمياويات .
وأحد المشاريع العملاقة التي ينتظر ان تحقق لوزارة الصناعة والمعادن حضورا متميزا للسيد وزير الصناعة والمعادن الاستاذ نصير العيساوي ولمستشاريه وبضمنهم المستشار العلمي للوزارة الدكتور حمودي عباس، هو توقيع عقد مشروع البتروكيمياويات بقيمة 11 مليار دولار مع شركة " شل " العالمية يقام في محافظة البصرة.
فقد أعلن وزير الصناعة والمعادن العراقى نصير العيساوى في الثامن والعشرين من كانون الثاني الماضي توقيع اتفاق مع شركة (شل) العالمية لإنشاء مجمع "نبراس" للبتروكيماويات بقيمة 11 مليار دولار يعد اضخم مشروع في منطقة الشرق الاوسط، وسيتم تنفيذه خلال خمس سنوات.
وقال وزير الصناعة نصير العيساوى، إن شركة " رويال داتش شل " وقعت اتقاقا مع العراق لإقامة مجمع للبتروكيماويات فى البصرة سيجعل العراق أكبر منتج للبتروكيماويات فى الشرق الأوسط، ويبدأ تشغيل المجمع خلال خمس أو ست سنوات"
يذكر أن شركة (شل) إحدى المنتجين الرئيسيين للنفط فى جنوب العراق، وكانت قد وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة الصناعة بشأن المشروع فى عام 2012، وكان رئيس الوزراء حيدر العبادى قد كشف خلال المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس بسويسرا عن توقيع عقد مع شركة (شل) لبناء مجمع للبتروكيماويات. وتوقعت وزارة الصناعة العراقية أن تبلغ أرباح مشروع البتروكيماويات 110 مليارات دولار، وسيوفر 50 ألف فرصة عمل.
وقال وكيل الوزارة عادل محسن، فى تصريح صحفى على هامش توقيع العقد، "إن عقد المشروع تم توقيعه بين وزارة الصناعة كشركة حكومية وبين شركة (شل) العالمية، مشيرا إلى أن الأرباح المتوقعة تبلغ أكثر من مليار دولار سنويا". وأضاف "أن المشروع سيكون رابع أكبر مشروع فى العالم، وتتراوح الأرباح خلال مدة عمل المشروع ما بين 70 إلى 110 مليارات دولار، وستكون كمية الانتاج فيه أكثر من مليون و800 طن سنويا، وسيوفر ما بين 10 إلى 30 ألف فرصة عمل مع الإنشاء وأكثر من 50 ألف شخص من الصناعات التحويلية الأخرى".
وأشار وكيل الوزارة عادل محسن إلى أن محافظة البصرة ستكون حاضنة للصناعات البلاستيكية من أنابيب وأقمشة البولستر، منوها بأن الشركات العالمية لديها رغبة فى العمل بالعراق، وأن هناك شركات عالمية سيتم توقيع عقود معها خلال الفترة القادمة لإنشاء مشاريع بتروكيماويات وأسمدة فى البصرة ومحافظات عراقية أخرى.
وقد بذل الدكتور حمودي المستشار العلمي لوزارة الصناعة والمعادن دورا متميزا في تشجيع عقد اتفاق كهذا لاهمية المشروع في مجالات الصناعات العراقية المتقدمة ،ولكون تخصصه العلمي في ميادين الصناعات الكيمياوية هي من شجعت على ارساء معالم تلك الصناعة وهي بإنتظار ان تشهد قفزات نوعية لابد وان تنتقل بهذا الميدان المتقدم الى آفاقه الرحبة.
أمنياتنا أن تحقق وزارة الصناعة والمعادن مشاريع متقدمة كهذه لترتقي بميادين عملها نحو الافضل ، وبشائر العقد الذي تم توقيعه مع شركة شل لاقامة مشروع صناعي متخصص بانتاج البتروكيمياويات لابد وان يشكل انتقالة نوعية تسهم في توفير مليارات من العملة الصعبة يضطر العراق لاستيراد منتجاتها من دول العالم بتكاليف باهضة، ولكونه بلدا نفطيا كبيرا تكون الصناعات البتروكيمياوية رافدا مهما يعزز موارد البلد وينتقل بالصناعة العراقية الى حيث مصاف الدول المتقدمة في هذا الميدان.
مقالات اخرى للكاتب