كشفت احصاءات صادرة من الجهات المختصة بمكافحة جرائم المخدرات لعام "2014" عن ان محافظة كربلاء تتصدر المحافظات الاخرى في عدد المحكومين في جرائم تعاطي المخدرات إذا بلغ عددهم "109 " محكوماً ثم محافظة بابل بعدد 45 محكوماً وجاءت النجف ثالثاً ، في حين بلغ عدد المحكومين في بغداد "11 محكوماً بالجرائم نفسها .
ويمكن لنا ان نورد هنا بعض المبررات التي تفسر ارتفاع عدد المحكومين بتجارة وتعاطي المخدرات في كربلاء من دون غيرها ، ومنها ان هولاء المحكومين ليس جميعهم من اهل كربلاء ، ولكن الجريمة حصلت فيها ومن ثم توجب محاكمتهم في المحافظة وفقا للاختصاص المكاني ، والسبب الثاني قد يتصل بحزم السلطة القضائية في هذا الجانب فضلا عن نشاط وصرامة مديرية مكافحة المخدرات في كربلاء الى الحد الذي استطاعت فيه ان تلقي القبض على اغلب المتعاملين في بيع وشراء المخدرات ، وربما يندرج السبب الثالث في ضعف اجراءات المحافظات الاخرى في مكافحة هذا النوع من الجرائم ، وإلا بماذا نفسر انخفاض عدد المحكومين في بغداد الى "11" عشر متهما فقط ، على الرغم من ان الدراسات والاستطلاعات تشير الى ان بغداد هي الاولى في تعاطي المخدرات عند مقارنتها مع المحافظات الاخرى ومنها كربلاء.
ان قدسية كربلاء تستوجب على الجميع التعاون من اجل الوقوف امام ظاهرة تفشي تعاطي المخدرات في كربلاء والنجف ، وربما يقع الجهد الاكبر على ادارة الروضتين المطهرتين في ضرورة استشمار منبر الجمعة للدعوة لمكافحة تعاطي المخدرات لما لهذه المنبر والقائمين عليه من تاثير روحي على قطاعات واسعة من الجمهور فضلا عن نسبة المشاهدة الواسعة التي تحظى بها خطب الجمعة التي تنطلق من الروضة الحسينية المطهرة اسبوعيا بحسب دراسات اعلامية جرت في جامعة بغداد وافصحت عن ان قناة كربلاء الفضائية تحظى بمشاهدة عالية في المناسبات الدينية ومنها ايام الجمع وهذا ينعكس على تأثير كبير لمنبر الجمعة على الجمهور سواء منه الكربلائي ام العراقي بشكل عام.
مقالات اخرى للكاتب