الزمن: أوائل عام ٢٠١٠
وحزب الدعوة يقود رئاسة الوزراء ..
المالكي بغطرسته والدعم الايراني وارتفاع أسعار سوق النفط العالمية جعلته يتحكم بالسلطة والمال العام وشراء الذمم وتزوير صناديق الاقتراع الانتخابي.
حينها وقفنا في قيادة تجمع احرار بزعامة السيد اياد جمال الدين نعلن مشروعا سياسيا بالمسميات الدقيقة والجدوى الاقتصادية الفاعلة حيث تم التفاهم وقتها مع شركة جنرال إليكتريك وكبار الشركات العالمية في البنى التحتية كبرنامج اقتصادي سياسي متكامل وفق نظام (B.O.T.) اي (Build, Operate, Transfer) ، حيث نتكفل به حال فوزنا بالانتخابات لتنمية وتعضيد موارد الاقتصاد بالطرق الاستثمارية بغية توفير الخدمات والنهوض بالبلاد نحو اللحاق بعجلة التقدم العالمي وركب الحضارة.
كان حينها المالكي متخندقا بالتحالف الشيعي وطهران من ورائه يخططون بعمل دؤوب لخروج أمريكا من العراق .. وبسبب الحصار الاقتصادي على ايران وقتها تجلت الرؤيا الإيرانية ان لا دخول لاي شركة عالمية رصينة للمشاركة في بناء البنى التحتية للعراق طالما لا يسمح للشركات العالمية الدخول للسوق الإيرانية .. وليبقى العراق خرابا معطلا طالما هنالك حصارا دوليا على ايران بسبب مشروعها النووي، وقتها كان المالكي وحزب الدعوة الاداة التنفيذية الطيّعة لإدارة حقبة الدمار الاقتصادي في البلاد .. وتبديد الأموال باللجوء لشركات وهمية تتعاقد مع وزارة الكهرباء، وتستلم تلك الشركات أثمان العقود لترسل للعراق صناديق معبئة بدمى بلاستيكية .. حتى صار العراق مصدرا للسخرية ... وتعطلت عجلته الاقتصادية والبنيوية باوامر إيرانية لتستخدمه اداة للضغط على المجتمع الدولي والولايات المتحدة الامريكية للمقايضة بغية التوصل لاتفاق بشان برنامجها النووي ورفع الحصار ...حتى ان حكومتي المالكي المتعاقبة صرفت ما يقارب ثلاثين مليار دولار وأكثر لقطاع الكهرباء بعقود وهمية شابها الفساد والعمولات والسرقات.
كان الوقوف والإعلان جرأة وحكمة في قيادة احرار لها مدلولات واعدة في تعديل المسار الاقتصادي وتحريك سوق فرص العمل والمناداة لمشروع اقتصادي متكامل بشراكة حقيقية مع الشركات العالمية الرصينة وبضمانات المجتمع الدولي.
حتى جاء سيل الرسائل تتابعا بدء من تزوير نتائج الانتخابات الى الالتفاف على النتائج باستبعاد القائمة العراقية ... الى الهدية الجميلة في ليلة رمضانية ليقصف مقر تجمع احرار بصاروخ، يحرق المضيف مقر الاجتماع ليلة القصف المشؤوم ،ولولا اللطف الالهي ما كان خروجنا جرحى من السنة النيران التي تسارعت في قصب المضيف.
ثم تبعتها محاولات الاغتيال وتكميم الأفواه واتهامنا باقسى وأبشع النعوت، والتهمة الموجهة إلينا كقيادة لتجمع احرار، اننا نهيئ لدخول جنرال إليكتريك الشركة الاستعمارية الامريكية للسوق العراقية.
قبل بضعة ايام أعلن الدكتور حيدر العبادي وحزب الدعوة والتحالف الشيعي والكابينة الوزارية المؤتلفة معه زفاف البشرى للشعب العراقي بالتعاقد مع شركة جنرال إليكتريك لمعالجة مشكلة الكهرباء بعقد ترقيعي هزيل بطريقة المقاولة التي تدفع أثمانها من الخزينة الخاوية، وليس بطريقة الاستثمار مثلما رسمناه سابقا.
تنهدت الصعداء حين سمعت الخبر ...
سألني ولدي الحسن:
هل هي الشركة ذاتها الذي دفعتم ثمنا باهظا حين طرحتم مشروع التعاقد معها في حالة فوزكم بالانتخابات.
قلت: نعم
قال: وما الفارق بين الامس واليوم في تصنيف حزب الدعوة لشركة جنرال إليكتريك.
أجبته: سبع سنوات من التعطيل والفساد والعقود مع الشركات الوهمية والمصالح الذاتية بالعمولات للحلول الترقيعية هي الدافع لمجابهتنا بالاغتيال والقتل، والآن لا وجود للمال في خزانة الدولة فلا ضير للتعاقد مع شركة جنرال إليكتريك لان لا وجود للعمولات مع الشركات الكبرى الرصينة.
ومع كل الاثمان التي دفعناها بمحاولات الاغتيال والمضايقة.. ولكننا نبارك الخطوة الصحيحة وان أتت متاخرة .. تبعا للمثل القائل ان تبدا متاخرا خير من ان تكون واقفا بنفس المثابة.
ولكن ايران تبدا عجلتها الاستثمارية مزهوة مع الشيطان الاكبر وحليفته أوربا وانتهاء شعار "كلا كلا أمريكا" .. وأزلامها في بغداد وسط ركام الخراب والدمار بددوا الأموال ولا عزاء للفاسدين المفلسين.
مقالات اخرى للكاتب