عشرات من موظفي الدولة ومسؤوليها ان لم يكن المئات والالوف منهم يحملون جنسيتين.. غربية في غالبيتها وهؤلاء جاءوا من الخارج وفي افواههم ملاعق ذهب اذ سرعان ما انفتحت امامهم الوظائف الكبيرة وامتيازاتها الضخمة التي يسيل لها اللعاب فعلاوة على الجاه والسلطة والابهة هناك المال الكثير والسفريات والمناصب الكبيرة.. عضو مجلس نواب، مدير عام، وكيل وزارة، محافظ، وزير، نائب رئيس و..و الخ هؤلاء العائدون من الحياة الوتيرة والفراش الدافئ والهدوء والرفاهية صاروا ما بين ليلة وضحاها قادة ورؤساء أحزابا وسياسيين كبارا ومسؤولين مصونين غير مسؤولين.. علما بان كثيرين لم يكونوا يملكون لا تجربة سياسية ولا شهادة عالية.. بل ان بعضهم لم تطف في حياته شبهة سياسية وهكذا وبقدرة قادر.. اقلب اللص مناضلا سياسيا والهارب من الجندية والخدمة العسكرية بطلا مقاتلا مغواراً وهكذا دواليك فاختلطت الأوراق وديست المعايير.. واشرعت الأبواب امام كل من هب ودب ليتولى مناصب ومواقع لم يكن يحلم في يوم من الأيام ان يكون حتى حارسا او بوابا في دوائرها.. فشاع عدم الكفاءة واستشرى الفساد.. فسرق البلد في رابعة النهر وصار مناضلو الداخل ومجاهدوه.. غرباء في بلدهم.. واغلبهم من اهل الخبرة والكفاءة والسمعة النظيفة والنضال ضد النظام او الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة.. مما اضطرهم الى الهجرة او التفكير فيها ريثما تتوفر الفرصة السانحة.. على اية حال فقد سمعنا وسنسمع من ان فلان الفلاني كان بائعا للطماطة في بلد غربي فعاد الى البلد ليصبح مسؤولا سياسيا.. وفلان الفلاني كان يبيع اكسسوارات الموبايل عاد واصبح في المنصب الفلاني الرفيع.. وهكذا .. وهكذا اما الطامة الكبرى الأخرى فكانت تعيينات الحبايب والاقارب في مواقع بارزة فغزوا وزارات الخارجية والداخلية والدفاع وغيرها باولاد العمومة والخوالة.. فعلى سبيل المثال لا الحصر تولى ثلاثة اشخاص من عائلة واحدة منصب سفير في وزارة الخارجية.. وصار ثلاثة من أبناء احد النواب طويل اللسان.. قناصل في دول اجنبية وهكذا.. بينما بقي (ولد الخايبة) الذين تحملوا الحر والبرد وظلم نظام صدام والسوق القسري الى جبهات القتال الساخنة في حروب صدام المفتعلة من خلال الجندية او الجيش الشعبي قسرا وجبرا والذين عانوا من الحصار والتجويع والقمع والاضطهاد.. صاروا مهمشين ومهملين بل ومقموعين وهم المناضلون الحقيقيون الذين وقع عليهم جور صدام وظلمه وطغيانه.. فلم ينلهم من الكعكة شيء.. وفي افضل الأحوال بعض من بقاياها وعود الى بدء فطالما الوضع مازال هكذا فلا اقل من طرد مزدوجي الجنسية من مواقعهم واستحصال ما حصلوا عليهم من أموال وامتيازات خلال الـ (12) سنة الماضية في غفلة من الزمن..
دولة الرئيس العبادي: خير هؤلاء النفعيين بين جنسية بلدهم وامتيازاته وبين جنسية بلد اللجوء الذي جاءوا منه وهم يعيشون في كنف البلديات ويستحصلون منها رواتب المعوزين.
دولة الرئيس العبادي.. اطرد هؤلاء والشعب من ورائك والله المعين ان شاء الله.
مقالات اخرى للكاتب