دجاجة تربعت على قمة رز الطعام، في خيمة الأحلام للشعب الكرام، فحلّ الشيخ حزامه وفتح صمام الأمان، ومرافقيه من الغلمان يُقدِّمون له الطاعة  *ويَكِشونَ* له الذبان، فنادته الدجاجة من فوق بفخذيها المحمصتان وأجنحتها الخجولة الحَمَام، أن تقدم ياشيخ فكلني وتمدد ونام.. فإبتسم الشيخ ومن حوله، ولرفعة المقام شد عباءته بكلتا يديه على فخذيه مطأطاً رأسه ونظرات عيناه مشدودتان تتقدم بشغفٍ قبل قدماه الى الأمام.لكنه تذكر فجأةً، جمهوره المتظاهر الجائع الكرام، فخاطبهم :ـ..قال صدقوني هو زرٌ واحدٌ وباقيها لكم وأوعدكم أني.....لا.. لا أنام.. ثم أردف قائلاً ليشبع شعبه قليلاً من الشعر واَلْغاز حُمص الكلام. فقال:ـ ...إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجب لزر الدجاج.... ...وَمَنْ لايحب مصمصة الجناح... يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ ..مُغاءً  ....نباح.
فغنت القطط  بمغائها وإشتد الكلاب بالنباح، وهي تنظر الى سيدها كي لا ينساها من شم الطعام ومصمصة العظام، بل وحفزها عقلها  وضميرها أن تُذَّكِره بالشعب، فقالت له، نطالبك  بحق شعبك بشيء من الجِناح، فبطونهم خاوية يتضرعون وعيونهم مثلنا محمرةً لاتنام، يطالبوك بلقمة الطعام،  تذكر قبل أن تَشبَعْ ! ...لقمة الطعام.  ياشخ  قسمها بيننا وبينك، لك اللحم، ولنا ولهم الشم ومصمصمة العظام ! فنظر اليها متجاهلا مُغائها ونباح رفاقها الكلاب . لقد أغراه زر الدجاج  فتقدم بزفةِ مُغاء القطط ونباح الكلاب ، ليرفع البرقع عن زر الدجاج، وما أن وصل إليها أرخت فخذيها له ليغتصبها شرعاً وحلال. ثم ضحك وقال: لقد عرف الأكل صاحِبَهُ فتقدم، فقالت القطط والكلاب بل نبش الشيخ تحته فتهدم، وأما الجماهير، فإحتجت وقالت، زواج الشيخ من الدجاجة باطل. وقبل أن يتوسد الشيخ الفراش لينام، أمرهم بالسكوت وفض الإعتصام.