خلال الاسابيع الاخيرة سادت حالة من التفاؤل الاوساط السياسية الاقليمية لانهم كانوا فرحين بالصفقة الروسية الاميركية والتي انعكست صفقة ايرانية تركية سعودية والتي انعكست أجواء ايجابية على لبنان وبعض الملفات الا ان هناك اطرافا لااعرف دولية كانت ام اقليمية حاولت بشتى الطرق والوسائل عدم اتمام الصفقة ويبدو انها نجحت في مسعاها وذلك عززه خطاب الامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله وأجزم أنه السياسي الوحيد او من السياسيين القلائل الذين لايكذبون ويكون كلامه صادقا دائما ونصر الله في خطابه الذي القاه اول امس وتناول فيه الوضع الاقليمي والدولي فقط ولم يتناول الشأن اللبناني قال مامعناه أن أيران ومحور المقاومة المتجحفل معها لن ولم يسمح بسقوط نظام بشار الاسد حتى لواستدعى ذلك ان ترسل ايران مليون جندي الى سوريا والى هنا ينتهي كلام نصر الله وانعكاس هذا الكلام الذي سربته قبل فترة مصادر روسية الى الاميركان وتركيا انعكاساته على الوضع العراقي هي اننا مقدمون على فترة تصعيد سياسي وعسكري وان طريق القدس يمر من الانبار وليس من مكان اخر فايران ان ارادت ان ترسل قواتها الى سورية ليس هناك طريق بري سالك اليها الا طريق الانبار فقط وهذا يفسر التصعيد الاخير ويفسر اقتحام خيم الاعتصام في الحويجة لان كل المحللين السيايين لم يصدقوا ان السيد المالكي يقدم على خطوة مثل هذه بل ان الكثير اعتبرها خطوة جنونية وتنهي المالكي سياسيا ولكن كلام نصر أوضح الامر برمته والامر وبدون شطارة وتحليل سياسي هو ان المالكي ذهب الى النهاية مع الايرانيين وقد يكون ذلك بسبب ان الشيعة في العراق يتخوفون من سقوط نظام بشار الاسد لان هذا يعني بنظرهم يعني وصول الجيش الحر وجبهة النصرة والقاعدة والسلفيين الى أبو غريب وهذا ماصرح به علي حاتم السليمان عندما قال انه اذا نشبت الحرب الطائفية فاننا خطنا الاول هو ابو غريب والعدل وحي الجامعة والعامرية لان هذه المناطق تسكنها أغلبية سنية ولن نترك اهلنا هناك حسب قوله لقمة سائغة لاي احد وفي السياسة عندما تسأل احد وتقول له ان المالكي قد هاجم اعتصاما سلميا بادعاء انه يحوي مطلوبين للقوات الامنية فهل عندما نضع اي احد مكان المالكي هل يقدم على مثل هذا الفعل الاجابة ببساطة كلا ولكن المعطيات عند المالكي والمواقف الدولية والاقليمية فرضت على الحكومة في العراق وعلى المالكي أن يتموضع مع المحور الايراني السوري وهو يعني اننا دخلنا سياسة المحاور الاقليمية والذي كان العراق ينأى بنفسه عن الدخول فيها وهذا يعني ان السيد المالكي سينهي اعتصام الانبار شاء من شاء وأبى من أبى ومهما تكن التضحيات لان لامجال لدخول ومرور قوات أيرانية او لنقل متطوعين من ايران الا عن طريق الانبار ولن يسمح المالكي ولاايران ولاروسيا بسقوط نظام بشار وهذا مانستطيع تسميته لحظة الحقيقة اي وقت الاختيار بين أيران واميركا والامر الطبيعي هو اختيار أيران يسبب امور دينية وعقائدية وشرعية ومايدفع المالكي لقبول هذا الموقف هو تأكيد ولاية المالكي من قبل ايران ولكن سيقول قائل ان العراق دولة لها دستور وقانون ولايسمح الدستور بمثل هذه المواقف او السماح بمرور قوات اجنبية في الاراضي العراقية ولاشعبيا لن يوافق الكثيرون على مرور قوات ايرانية في الاراضي العراقية والجواب بسيط وهو اننا ان وصلنا لحال ضرب الاعتصام في الانبار فهذا معناه اننا دخلنا الحرب الاهلية وفي الحب والحرب كل شيء مباح ومثل هذا الوضع يعني اننا لن نجري انتخابات برلمانية مقبلة في العام المقبل لان الوضع الامني والدولي لايسمح بهذا الشيء ولكنه يعني ضمنيا بقاء المالكي رئيسا للوزراء وحاكم عسكري للعراق وهذا مايريح الكثيرين ويريح الايرانيين الذين سيجعلون العراق ورقة مهمة من اوراق المساومة السياسية عند عقد الصفقات الاقليمية والدولية ولنا الله نحن العراقيين فمن حرب الى حرب ودماؤنا يبدو أنها من أرخص الدماء في العالم ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
مقالات اخرى للكاتب