هذا سؤال كثير ما يطرحه المواطن على نفسه وخاصة المواطن الحريص على العراق والعراقيين
لا شك ليس هذا ما كنا نتمناه
الحقيقة جرت الرياح بما لا تشتهي السفن دخل العراق في مأزق حرج لا ندري كيف يخرج منه
حتى اصبح الكثير منا يتمنى لو لم يحدث هذا التغيير خاصة اصحاب النظرة القصيرة ذات الاتجاه الواحد ففي هذا الحالة لا يتحمل الصدمة والمواجهة فاي اصدام او صعوبة يواجهها يرى انها اخر المطاف انها النهاية وعليه ان يستسلم للامر الواقع
الحقيقة ان العراق بعد التغيير واجه هجمة ظلامية متوحشة مصدرها مجموعات ظلامية متوحشة رأت في هذا التغيير مصدر خطر على وضعها على وجودها لهذا ليس امامها من وسيلة الا بالقضاء على العراق وتجربته الجديدة
فالتغيير في العراق كان غير متوقع بل كان مفاجئة فالعراق كان وضعه مقلوب يعني رأسه على الارض وقدماه في الهواء فالتغيير قلب هذه الحالة الى الحالة الطبيعية وهي وضع قدميه على الارض ورأسه في السماء
لا شك ان هذه الحالة لا تعجب بعض العراقيين كما انها لا تعجب قوى ودول خارجية وخاصة العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عوائل ال سعود ال ثاني ال خليفة فأوعزت هذه العوائل لكلابها المجموعات الارهابية الوهابية وامرت شيوخ الضلالة والجهل باصدار الفتاوى التي تبيح ذبح العراقيين ونهب اموالهم واغتصاب العراقيات وتدمير العراق وبالتعاون منع المجرمين والقتلة ايتام النظام السابق وعناصر الدين الوهابي في الداخل
وهكذا بدأت حرب الابادة ضد العراقيين الابرياء ضد المساجد والحسينيات والكنائس ضد المدارس والجامعات ضد الاسواق والتجمعات ضد المراقد والاضرحة المقدسة لدى المسلمين وغير المسلمين
كان ابو احمد يبكي على ابنه الذي استشهد اثر عملية انتحارية قام بها كلب وهابي حيث فجر نفسه بحزام ناسف في تجمع عزاء لاحد ابناء المنطقة ثم قال
لا ادري ما ذا يريدون هؤلاء المجرمون هل يريدون حكما ذاك الحكم فليقتلوا الذين في الحكم وليأخذوه ما ذنبنا نحن ماذا يريدون منا فهل قتل الابرياء يسهل لهم الوصول الى الحكم لا شك انهم اغبياء فكل ما يقومون به هو في صالح الحكم وفي صالح اهل الحكم
اذن انهم لا يريدون اي حكم انهم يريدون ذبحنا نحن الشعب وفي هذه الحالة لم يثبتوا انهم اغبياء فقط بل انهم مجرمون حقراء وانهم يحفرون قبورهم بأيديهم فهذا يزيدنا اصرارا وتمسكا بالحياة وبالقيم الانسانية وغضبا ضدهم
لا شك هذه الحالة من الفوضى والعنف والفساد اوصلت مسئولين الى مواقع القرار والنفوذ والقيادة والسلطة غير مؤهلة وغير حريصة على مصلحة الشعب بل عناصر فاسدة مجرمة استغلت ذلك من اجل مصالحها الخاصة من اجل سرقة اموال الشعب ونشر الفساد وهذا ادى الى غض النظر عن الفساد والمفسدين والارهاب والارهابين بل هناك من اخذ يتعاون مع المجموعات الفاسدة والارهابية واصبح الكثير من المسئولين يقودون بانفسهم شبكات الفساد والمنظمات الارهابية
وهكذا تحول العراق الى بلد غلب عليه الفساد والعنف البلد الوحيد في العالم الذي حرم العلم والعمل لا مجال امامك الا طريق السرقة التزوير القتل الرشوة والا فلا حياة لك في ارض العراق اما ان تموت او تهاجر فلكل عشيرة جيش وقوة رادعة ولكل حزب جيش وقوة ولكل مسئول عصابة مسلحة تفعل ما تشاء في اي وقت وفي كل مكان لا قانون يردعها ولا سلطة تمنعها
لا شك ليس هذا ما كنا نتمناه للعراق
كنا نتمنى عراق ديمقراطي تعددي عراق موحد مستقل عراق يحكمه القانون والنظام عراق الشعب فيه هو الحاكم
كنا نتمنى عراق يسوده الحب والسلام والوئام والمساوات بين كل الاطراف بين كل المكونات
كنا نتمنا عراق يقدس العلم والعالم والعمل والعامل
كنا نتمنا عراق في الانسان افضل افضل واحسن واقدس شي وكل شي في خدمته ومن اجله
كنا تمنى عراق راقيا وساميا في كل النواحي وفي كل المجالات ومن ارقى واسمى شعوب العالم في العلم في الصحة في الصناعة في الزراعة في العمران وفي كل الخدمات لما لا يكون والعراق يملك العقول التي تفكر والايدي التي تصنع والمال الذي يشتري
لو نصف الاموال التي سرقها وضيعها المسئولين استخدمت في صالح العراق ومن اجل العراقيين لحققت كل ما كان يطمح اليه العراقيون
لكن للاسف لم يتركوا للعراقيين اي شي سوى قشور لا قيمة لها ولا اهمية
رغم كل ذلك علينا ان لا نستسلم لليأس والقنوط علينا ان نكن متفائلين فالباب مفتوح امامنا ويمكننا ان نجتاز هذه المرحلة ونتجاوزها ولكن يتطلب الايمان بالعراق اولا ومصلحة العراق ثانيا
علينا ان نعي وندرك رغم كل المعانات رغم كل الصعاب التي نعيشها رغم كل التضحيات التي نقدمها الا انها افضل واحسن بكثير من مرحلة ظلام الطاغية صدام
لان الباب مفتوح امامنا ويمكننا النهوض ويمكننا التقدم.
مقالات اخرى للكاتب