اكتب هذا المقال التحليلي قبل أن يعلن الجيش المصري أي إجراء بخصوص حكومة الأخوان المسلمين بزعامة التيار السلفي في مصر ورئيس الجمهورية محمد مرسي .. يقول الإمام علي{ع} " انك تستطيع إزالة جبل من مكانه، ولكنك لا تستطيع دفع دولة مقبلة "...
هذا ليس تحليل سياسي قد يخطأ أو يصيب .. ولا تحليل تاريخي لمنطق الأحداث ، بل هو منطق القران الكريم الذي يحذر الحكومات من أسباب انهيارها وتلاشيها .. يقول تعالى : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا} والكلمة الأخيرة " فدمرناها تدميرا" جاء في مفردات ألفاظ القران بهذا النص في معنى تدمير" إدخال الهلاك على كل شيء" وفي الآية جاءت بصيغة المبالغة "دمرناها تدميرا" .. يقول الراغب الأصفهاني هذا المعنى { بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا } ... هنا ظهرت كلمة " عدم " ماذا تعني ..؟ المنجد في اللغة لويس معلوف يقول كلمة "عدم" هو فقد الشيء .. مثل كلمة عديم المال أي لا يملك مالا....
لا أريد الإطالة في تحليل الآراء القرآنية في معنى النص الشريف .. أعود إلى تاريخ الأمم والدول التي زالت وجرى عليها القول والفعل القرآني ودمرت تدميرا .. مثل الدولة الرومانية العظمى والدولة الفارسية التي كانت تحكم ثلثي أسيا ، أو من كان قبلهم كالبابليين والأشوريين .. كلها حكومات تتمتع بمواصفات الدول العظمى لما نزل بها { حق القول} لم يبق لهم باقية .. والآن هذه الدول مجرد أسماء يذكرها التاريخ وكأنها لم تحكم ولم تؤثر في احد. وفي تاريخنا الحديث الدولة الألمانية بقيادة هتلر ، أو الاتحاد السوفيتي ، كلها دمرت تدميرا ..
وهناك سلسلة الدول التي شربت من كاس الآية المباركة حين حق عليها القول ، كالدولة الأموية التي حكمت لمرتين ، في الشام وفي الأندلس لمدة 399 سنة ، رغم ذلك لم يأخذ بنو أمية عبرة من القران ومن حركة التاريخ ، ثم بنو العباس والفاطميون والمماليك والعثمانيون والصفويون ... كلهم حق عليهم القول ...
قبل أيام وقف رئيس جمهورية اكبر بلد عربي أمام كاميرات الفضائيات ويعلن الحرب على المختلفين عن فكر السلف والإخوان ... الرجل قاطع سوريا وطرد سفيرها في الوقت الذي يؤمن الحماية لسفارة إسرائيل وسط القاهرة.. ثم حدثت بعدها جريمة العار التي ألصقت بوجه الأخوان والتيار السلفي في العالم كله ، حين هرع مئات السلفين بشكل همجي كما يحدث في أفلام الزنوج في غابات أفريقيا .. للانتقام من شيعة مسالمين يحتفلون بولادة إمام من أبناء رسول الله {ص} يؤمنون بالله ورسوله ويصومون ويحجون ...
لقد أعطى الله للإخوان فرصة جاءت في قوله { أّمرنا مترفيها} ولكن خلال سنة واحدة فسق الأخوان ضد الشعب المصري كله ... وضد سوريا والعراق وإيران والعلمانيين والفنانين وغيرهم .. أصبح السلفيون شعب الله المختار وهم فوق البشر جميعا..
وبدون مقدمات تعلن الجماهير المصرية وأكثر من 22 مليون مواطن سحب الثقة عن حكومة الأخوان ... سقطت السلفية ... وظهر نبت في مصر ..نبات جديد سقاه الشيخ حسن شحاته والشهداء الأربعة الذين سقوا ارض الكنانة بدماء طاهرة لتقتلع والى الأبد التيار السلفي ، إن شاء الله ... والى مزبلة التاريخ ...