يا من تريدين مني الحب و ما أعظم الحب في بلادي , سأحكي لكي حكايتي فأستمعي جيدا" وأصغي , فحكايتي تبدأ معك والوطن , وتنتهي على ورق , والنتيجة : كوب من الشاي وسيكارة وغرفة موحشة وجسم يحتله الأرق , وفي زوايا الغرفة أبحث عن حلمي الجميل , حلم جدا" بسيط , وطن خالي من الفقر ومسؤولين شرفاء ودين لله !, ولكني صحوت على حلمي يحترق ووطني يحترق !.
يا حبيبتي في وطني أصبح الحب حرام , والجمال حرام , والصدق حرام , والرجولة والغيرة من النوادر , والضمير قد مات , وشيع بليلة كان فيها ( حضر تجوال ) , يا حبيبتي أن مبادئ وقوانين وطني الجديد هي : أقتل ...أسرق ...نافق ...تملق , أسحق الفقراء , وأصمت , عندها ستكون (حيوان وطني) !! أقصد رجل وطني , والرجولة من هذه الصفات براء , وإذا كنت كذلك عندها ستكون مرغوب , وتملأ الجيوب بمال الفقراء والأرامل والأيتام , حين تكون دمية بأيديهم أذن أنت عراقي شريف , ( تبا" لهذا الشرف ) .
يا حبيبتي أصبح الجاهل يحكمني !, ويريد أن يعلمني! , وأول دروسه في التعليم ( لا تفكر ) , وإذا فكرت سيعتبروك مذنب , ومخالف لما وضعوه من قانون وهو ( العقول المغلقة ) , يا حبيبتي نحن في عصر ( الغنم ) , يجب أن تكون بهيمة لتتبع الراعي !, حتى تأكل وتشرب وتعيش , ولكن حتما" سيأتي العيد !,( تبا" لكم ولقوانينكم ) , تبا" لمن باع العراق!.
حبيبتي ضاع العدل وغيروا القضاة , فأصبح القاضي يحتسي الخمر قبل إصدار الحكم !, والمجرم يضع يديه على القرآن وهو ( متوضي بدم الأبرياء )!, ليحلف زورا" وبهتانا" لينجو بفعلته.
حبيبتي أصبح الدين لعبة الأطفال !, كن طفلا" عنفوانيا" مراهقا" مستهترا" (زعطوط ) , وضع ذقنا"وعمة !, وأصدر الفتاوى التي لا يعرفها حتى رسول الله ( ص) , حينها ستتبعك الأغنام أيضا" , فنحن في عصر ألأغنام البشرية !, كان الدخول إلى الإسلام هو أن تقول ( أشهد أن لا اله إلا الله ... محمد رسول الله ) , وتتبع ما أحله الله وتمتنع عن ما حرمه الله تعالى , أما اليوم فقد أستحدث ( ألزعطوط ) ديننا , وأصبح دخول الإسلام بقتل طفلٍ بريء أو تفجير سيارة مفخخة في أي سوق أو زقاق على ألمسلمين!. فتبا" لكم ولأفعالكم , والإسلام منكم براء .
حبيبتي أنا في وطني غريب , لأني أبن الحضارة السومرية ! , حبيبتي أنا منبوذ لأني بكل بساطة ( إنسان ) يحب الحياة والسلام , ويكره الظلم والطغيان , حبيبتي أصبحنا أضحوكة للعالم , فقد نسينا حضارتنا , وشوهنا الرسالة المحمدية !.
حبيبتي أصبحت أخاف أن أحب أو أًحب لأني سأتركك أرملة" !, أو أما" لطفل أو طفلين , و لا أريد أن أترك أبنائي تبيع المناديل الورقية! , في تقاطعات السير!, حبيبتي هذه ليست مبررات و أنما رعب من الحاضر والمستقبل , في ضل الصراعات المذهبية و السياسية .
حبيبتي في وطني من يقول رأيه , أو ينتفض ويتظاهر للمطالبة بحقوقه ( كإنسان) , سيحكم وفق القانون ( 4 إرهاب ) لأنه يطالب بحقوقه ألشرعية !, حبيبتي لذلك قررت أن يبقى حبك على ورق , أفضل من أن تكوني معي إرهابية .
مقالات اخرى للكاتب