في بلدي كل شيء يثير الجنون , الموت الذي يتصدر عناوين الصحف والمواقع الألكترونية وشاشات التلفاز, يثير الجنون , الله اكبر التي تعلن عن موعد الصلاة في المآذن أصبحت تثير الجنون , لأنها تكبير ما قبل الأنفجار !, الأرقام الهائلة لضاحايا الإنفجارات تثير الجنون !, تصريحات القادة العسكريين التي تقول أن عدد الشهداء ثلاثة والمصابين خمسة من المدنيين حصيلة الإنفجار!, وتم السيطرة على الوضع وإخفاء الحقيقة , تثير الجنون !, الأعلام ألمسيس الذي يعرض أغاني وبرامج ( سخيفة ) في وقت وقوع الإنفجارات , يثير الجنون !, تصريحات الحكومة التي تقول : أننا نعلم من يقوم بالعمليات الإرهابية والتفجيرات , ولكن لا نقول من هو حفاظا" على العملية السياسية !, تثير الجنون , الوضع الذي يجعل الإرهاب هو المسيطر والمتحكم , والقوات الأمنية في وضع الدفاع والمواطن هو الهدف !, يثير الجنون , وبعد كل هذا يقولون أنت مجنون لأنك تعطي الموضوع اكبر من حجمه !,فعلا"... لأني أرى شيء وأسمع من الأعلام والحكومة شيء آخر , من المجنون ؟!.
حين أرى رئيس الحكومة يلقي كلمة أسبوعية أسوة برئيس المجلس الأعلى في نفس اليوم , والملف الأمني ( ضاربة عرض الحايط ) !, ألذي يحتاج إلى عمل ميداني وإيجاد الحلول الفعلية ! أصاب بالجنون , رئيس المجلس الأعلى سيد عمار ليس القائد العام للقوات المسلحة ولا وزير الدفاع ولا وزير الداخلية , وعندما يلقي خطاب ثقافي أسبوعي فهذا شيء طبيعي لأنه رئيس تيار ومن حقه بث أفكاره ورؤيته السياسية والثقافية لتنظيماته ليتم العمل بها, أما رئيس الوزراء مطالب بالعمل الميداني وليس ( الكلام ) والتوجيه !, الإرهاب لا يتعض بالكلام يا رئيس الوزراء !, والشعب لن يتفادى المفخخات بالكلام !, وإذا كنت تريد تسليط الضوء عليك لكسب الأصوات للإنتخابات فليس بالكلام , وإنما بالعمل الجاد الميداني وضرب الإرهاب في عقر دراهم بيد من حديد ( نصيحة مواطن مجنون )!.
حين أرى البصرة تتضور جوعا" وهي تطفو على بحر من البترول , ووضعها كالجمل المحمل بالذهب ويأكل ( العاكول ) , أصاب بالجنون , لماذا البصرة محرومة ؟!, لماذا لا يتم جعل البصرة عاصمة العراق الإقتصادية ؟, هل لأن المحافظ ليس من الحزب الحاكم ؟!, أو هو خلافات سياسية بين الكتل ؟, أم السبب هي كتلة المواطن التي طالبت بجعل البصرة عاصمة العراق الأقتصادية ؟!, وإذا تم الموافقة على هذا الأمر سيحسب لهم الإنجاز ؟! تبا لكم كيف تفكرون , الشعب يتضور جوعا" ويحترق , وأنتم تفكرون لمن سيحسب هذا العمل وذاك ومن سيكون المستفيد لأغراض انتخابية !, ألبصرة هي العراق والعراق هو البصرة يا سياسيين !, وازدهار البصرة هو ازدهار العراق , ولكن الشعب لا يعي هذه الحقيقة ولو كان يعي هذا الأمر لفعل بكم ما لا تعلمون !, ولكن يعيها ويعلم بها فقط من هو مجنون !, حيث يعلم أن العراق يعيش على ما تنتجه البصرة من النفط والبالغ 80 % من صادرات العراق , يا ليتكم كنت مجانين يا أهالي البصرة , حين اعلم بكل هذه التفاصيل , والمواطن البصري ساكت مطبق فمه لا يفعل شيء ولا يطالب بحقه , أصاب بالجنون , لأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى !.
وبعد هذه اليوميات المختصرة عن وضع بلادي , أعلن لكل ألعالم بأني مجنون !, لكي لا تحاسبني الأجيال ألقادمة على سكوتي وأنا اعرف ما يدور في بلادي , لأنه بكل بساطة ( لا على المجنون حرج ) !.
مقالات اخرى للكاتب