وكأنه، كان نائما سنة كاملة !هكذا شعرنا عندما فاجأنا السيد حيدر العبادي باكتشافاته الجديدة! فهو قد اكتشف في الوقت الضائع، بان أولاد المسؤولين يملكون قصورا فخمة وسيارات من احدث طراز، وينفقون من الاموال اكثر مما ينفق رئيس الوزراء! واكتشف ايضا أن السياسين يعارضون ايّ مسعى للاصلاح، ووقفوا معترضين على قرار تخفيض رواتب كبار المسؤولين، وكذلك رفضوا قرار تطبيق البرمجة الكهربائية على العراقيين من دون تمييز! ويبدو، ان رئيس الوزراء، قد فوجئ بموقف السياسيين هذا، مع انه كان يعرف اكثرهم منذ عدة عقود، وعمل مع بعضهم لعشر سنين!
اكاد اجزم بان السيد العبادي، انما اراد من حديثه الغاضب هذا ان يقنعنا بانه غير راض عن سلوكيات زملائه السياسيين، وانه على مفترق طرق معهم. وارد ايضا ان يمتص غضبة العراقيين على حكامه والتي تمثلت بالمظاهرات الجماهيرية الصاخبة، والتهديدات بالعصيان المدني في حال عجز رئيس السلطة التنفيذية عن الاطاحة بقيادات الفساد، او تراخى في قمع الفاسدين ! وقد يكون صادقا في بعض طروحاته، لكن ما هو مؤكد انه غيرقادر على تفعيل مبدأ (من اين لك هذا؟) الذي هدد به شركائه السياسيين.. ولا اظنهم سيقلقون او يصابوا بقلة النوم.فهم ينظرون الى العبادي وكأنه يثرد بعيدا عن الصحن!
لا ادري على ماذا يستند العبادي في حال اراد فعلا محاسبة الفاسدين؟ فهو لا يتوفر على اغلبية نيابية، وبفتقر الى الشعبية الجماهيرية، فالذين خرجوا متظاهرين ومطالبين بمحاربة الفساد ليسوا جمهوره. وهو يدري، بأن هذه الجماهير لا ترى في العبادي رجل الخلاص، بل انه شريك لمن يتهمونهم بالفساد، وقد تستر عليهم خلال توليه رئاسة اللجنة المالية البرلمانية.
يذهب الكثير من المراقبين السياسيين الى ان صحوة السيد العبادي المتأخرة، ما هي الا ذر الرماد في العيون، وان الرجل غير جاد، وحتى لو كان جادا فانه لا يملك القدرة على وضع مبدأ (من اين لك هذا؟) موضع التطبيق.. و ان كل ما يصدر عنه من تصريحات او تهديدات، لا يعدو كونه قنابل صوتية مزعجة! لكنها لا تخيف أحدا.
مقالات اخرى للكاتب