قبل خمسة الاف سنة ،بنى احد اباطرة الصين سورا عاليا بين بلاده والجار الشمالي،كي يحمي شعبه من غزوات جاره الذي عرف عنه حبه للحروب والتوسع على حساب اراضي الجوار .ونجح هذا السورالعظيم ا في منع جميع الحكام المجاورين من غزو ارض الصين
وبعد كذا الف من السنين قرر امبراطور العراق ( حيدر العبادي ) الاقتداء بتجربة الصين فأمر ببناء سورا حول بغداد ،عاصمة ملكه، لحمايتها من غزوات عدوه (داعش ) وترويع اهلها
لكن الخبراء الامنيين في هذا الزمان لا يرون ثمة جدوى من سور العبادي، ويقولون ان هذا السور ما هو الا مهزلة ،فسلاح اعداء الصين قبل الاف السنين لا يعدو كونه سيف ورمح ووسائل نقلمه مقتصرة على الخيل والجما ل،وكان السور مفيدا اذ لا تستطيع اية قوة انذاك من القفز من فوقه او اختراقه ..اما سور العبادي في زماننا هذا، فهو اوهى من بيت العنكبوت ،اذ يمكن هدم جزء كبير منه بمفخخة، ويمكن اختراقه بمدرعة او دبابة .ويمكن ضرب بغداد وقتل اهلها من بعيد .فلا جدوى عسكرية له ولا فائدة نرنجى منه !كما انه يعزل بغداد عن غيرها من المدن العراقية ،ويضيف هولاء الخبراء : ان سور العبادي سيجعل منه سورا لسجن كبير، وسيجعل البغداديين وكأنهم في سجن نقرة السلمان سيئ الصيت. .
وتساءل خبير امني عن سلامة الفكرة من احاطة بغداد بسور لا يعزلها بل يوفر لاهلها الامان ،كما قال العبادي في تصريح جديد له .وقال :ايّ امان هذا الذي يتحدث عنه العبادي ؟ فقذائف المدفعية والصواريخ متوسطة المدى وحتى الهاونات يمكنها ان تسقط على رؤس البغداديين من دون ان يكون لسور العبادي من دور ليمنع تساقطها على بيوت البغداديين .وكل ما نسمعه لا يعدو كونه عبث او ضحك على لحانا ،او ان الذين يروجون لهذه الفكرة قد فقدوا عقولهم !
سمعت من مراقب سياسي تعليقا لم اتوقعه ولم يدر بخلدي، وهو ان بعض كبار المتنفذين في الحكومة والقوات المسلحة ،قد سمعوا ان العراق سيحصل على قروض من بنوك دولية، فاخترعوا كذبة السورهذه استئثارا منهم بهذا المال السائب الذي سيصل، قبل ان يستولي عليه غيرهم بفكرة كاذبة اخرى تمكنهم من اخذ عقل العبادي ..واضاف : هذه مهزلة . الافاكين يضحكون على دولته،وهو يريد ان يضحك علينا!! .
وقال مراقب سياسي: ان العبادي قد وعدنا ىمنذ شهور بانه سيقضي على داعش قريبا وكرر كلامه ووعوده عدد من القادة العسكريين ،واذا كان وكانوا متأكدين من هزيمة داعش قريبا فما الحاجة الى السور ؟ مهزلة ..اليس كذلك .
مقالات اخرى للكاتب