يقال والعهدة على الراوي ان السمك مأكول مذموم لتصير الرواية مثلا شعبيا دارجا يذكرها المتخاصمون كلما وجدوا لذلك سبيلا يقترب في معناه مع جحود الخصم الناكر للجميل لاسباغ صفة منكرة في اخلاقيات التعامل بالمثل وكرم الاخلاق الواجب توافرها بابن المجتمع العراقي الفاضل الذي لا يضاهيه على وجه الارض انسان حيث تجد مواطنا يجـــــود بكل ما يملك على طريق القيم النبيلة ليبلغ حد التضحية بالنفس والمال والولد ويجعل من نفسه خادما لاخيه الانسان دون منة وهذا ديدنه منذ بدء تشكل حضارات وادي الرافدين والى يومنا هذا …
فالعراق معروف بسلطانه الذي غطى الجهات الاربع بجيوشه البطلة فامتلك زمام وقيادة العالم القديم وحكمه بحكمة وشجاعة وقدم للآخرين المثل الصالح في الاصلاح وقام العراقيون بتعليم الاقوام الخاضعة الحرف والقانون والعلوم وافنى الرجال المقاتلون زهرات شبابهم في بناء حضارات آشور وبابل وسومر واكد فصارت عناوين يسترشد بها الغرب والشرق في انضاج وعيهم ورجم عتمة الظلام التي يعيشونها بجهالتهم وهمجيتهم …
وجاءت رسالة الاسلام حيث صار العراق مسرحا لصراعات طويلة مع بلاد الفرس من جهة والعرب المسلمون من الجهة الاخرى وكذلك دخلت بلدان الروم ساحة القتال ضد العرب المسلمين وكان العراقيون يدافعون ويهجمون بتصميم وعزيمة الرجال دون خوف او وجل وذاقوا ويلات تلك الحروب الدموية وضراوتها دون الالتفات للمصالح الشخصية وانما كان هاجسهم اعلاء كلمة الاسلام والمسلمين ودرء الخطر البربري الذي يهدد بلدان العرب والمسلمين …
ولما استقرت الامور وانتهت حالة الحرب المباشرة انفتحت امام العراقيين جبهة القدس المحتلة وراح الجيش العراقي وشرطته يضرب قوات الاحتلال الصهيوني المدعومة من الغرب الاستعماري ويدفع بشبابه الى الارض المقدسة لتحريرها من دنس اليهود المتصهينين وقدم الشهداء تلو الشهداء قرابينا للمبادىء العليا التي نشأنا عليها بالرغم من خيانات الحكام والسلاطين والامراء والملوك العرب واعطوا المثل المتميز في الاقدام ونشروا الرعب في قلوب المحتلين حتى ان الاسرائليين تداولوا اشاعة في ايام حرب 1948 ان العراقيين ياكلون لحوم البشر وهم شرسو الطباع ومندفعون ولا يقفون عند حد …
وفي حياتنا المعاصرة قدم ويقدم العراقيون الكثير من التنازلات ومن الدعم الكبير لاخوة الاسلام والعروبة والجوار ولم يكن انانيا او ينتظر من الاخرين (جزاء ولا شكورا) فالنفط وهو نعمة نحسد عليها كان منذ عقود من السنين في خدمة معارك التحرير التي لا ناقة لنا بها ولا جمل وكان اخوتنا في الاردن يتمتعون بحصة من النفط العراقي بلا مقابل وصار البترول بعد عام 2003 ياخذ طريقه الى جيوب كل من هب ودب وراح يعبر الحدود بطرق لا شرعية واخرى شرعية ليصل الى جيوب حتى الصهاينة في فلسطين المحتلة …
اما احساس الجيران والاقارب والابعدين فلا يتعدى احساس الحسد والغيرة والتآمر في الخفاء والعلن لا لسبب الا لكون العراق والعراقيون يتقدمون على الاخرين في احتضان مقامات ومراقد الائمة والانبياء والصالحين وتميز العراقي بشجاعته البالغة واحتفاظه بقيم الرجولة والشرف والاباء وايضا امتلاكه لمخزون نفطي كبير وهو ملتقى العالم القديم والقارات الرئيسية في العالم ومنه واليه تمر طرق التجارة وفيه النخل والتمور والارض الطيبة المعطاءة … واخيرا صار قبلة العالم في اقامته تجربة الديمقراطية بعد عام 2003.
ولا ندري الى متى يستمر حقد الحاقدين وحسد الحاسدين والى اي حد ستبلغ نعرات التامر في نفوس من فقدوا معنى الانسانية ولا ندري هل ان الدبلوماسية العراقية واعلامنا الحر يقدران على تغيير الواقع الذي نعيــــــــشه بسينورياهاته الظلامية والوحشية بعد ان فضحت تجربة داعش اطرافا ارهابية ومجرمة تريد بنا السقوط الى هاوية الانحطاط وغياب كــــــــل شيء جميل في بــلاد الف ليلة وليلة …
مقالات اخرى للكاتب