يبدو لي العراق هو الوحيد من دول المنطقة في علاقتها بما يجري لا يملك استراتيجية واضحة ، سوريا، ايران ، السعودية ، الاردن ، تركيا ، كل دولة من هذه الدول تعرف ما تريد تقريبا ، ولها رؤية واضحة الى حد ما لما يجري ، وإن على المدى المتوسط ، نعم ، ربما لبنان يشارك العراق في نقطة الضعف هذه ، ولكن دون ما يعانيه العراق بمديات ، والسبب في نقطة الضعف الهالكة هذه بالنسبة للعراق هو افتقار العملية السياسية خاصة على صعيد السياسة الخارجية لاهل الخبرة والدارية والتجربة والوضوح ، وقبل هذا وذاك افتقاد الاجماع الوطني ، وتفتت النسيج الاجتماعي ، وكثرة القوى الفاعلة بحيث يصعب اقامة توازن بينها ، وفي الصميم من ذلك افتقاد القرار السيادي العراقي للاسف الشديد ، وهي ام المشاكل وجوهر العقدة ، ولكن هل يحول كل ذلك عن طرح رؤية بخطوط عريضة في هذا المجال ؟
اعتقد ان وزارة الخارجية العراقية مدعوة في الاساس الى وضع مثل هذه الخطوط العريضة ، وسوف تصطدم بواقع مرير فيما تكفلت بالتفاصيل ، والاطار العام لهذه الخطوط هو القضاء على داعش ، وحقن اكبر قدر ممكن من الدم العراقي ، ومن هنا يمكنها ان تقرر موقفها من ساسية المحاور التي راحت تحكم المنطقة بقسوة ، اما ان يتبرع متطفل على السياسة ليدعي ان العراق يتبنى الناي بالنفس ،ولا يبالي بسياسة المحاور فيما بلده منهك ، والمنطقة محكومة بكل ساحاتها وجغرافيتها بسياسة المحاور فهو تفكير حالم وليس بفاهم ، ومثل هذا الحلم يحطم كل شيء في النتيجة ، ولا يهم صاحبه فيما بعد ان يرحل بأمان الى اي جهة يقصدها او يؤمها حتى اذا كانت دولة جارة اغدقت عليه العطاء .
العراق يجب ان يناقش بدقة سياسته على صعيد العلاقة مع التحالف الدولي ويضع في نظر الاعتبار ،انه تحالف دولي جبار ، يملك السلاح الفتاك ، والمعلومات الاستخبارتية الدقيقة ، وأدواته متغلغلة في قلب العراف ومخه وعظامه ،حضرا على النفط العراقي تجعل العراق في فضاء المصير المجهول،
ان الوطنية المتشخصنة تضر بالعراق ، ولا تصلح لرسم سياسات بعيدة المدى، كما ان تغليب ما يسمى بالمباديء على المصالح معادلة يجب ان تؤخذ بموضوعية وواقعية وليس بعاطفة وحماس فارغ.
مقالات اخرى للكاتب