لا يختلف اثنان على رمزية وقدسية يوم الغدير في الفكر الشيعي فهو يعد عيد الله الاكبر ومن اهم الاعياد في نظرهم والشيعة تتعامل مع بيعة الغدير على انها تعاد في كل عام اي ان الفرد الشيعي ينتظر يوم الغدير في كل سنة ليجدد بيعته لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وبذلك يردد الزوار عند الزيارة "بايعناك يا كرار وجينة نجدد البيعة" الا ان يوم الغدير في هذا العام شهد امرا غريبا جدا وهو ترك ابناء التيار الصدري للزيارة والتي تعد من اهم اعمال ذلك اليوم والاتجاه نحو ساحة التحرير للاشتراك بالمظاهرات التي دعت لها الاحزاب المدنية وبعض منظمات المجتمع المدنية التي تدعو الى اقامة دولة مدنية لا تهتم كثيرا بالدين فهل يمكن اعتبار هذا الحدث الذي يعتبر من اهم الاحداث التي جرت هذا اليوم بداية تحول التيار الصدري الى تيار لا ديني يؤمن بالعلمانية وعدم رفع شعار الدين في السياسة وادارة الامور وهل يمكن ان يكون هذا التحول مشابها لما حدث من تحول شخصيات دينية معروفة الى شخصيات ليست علمانية فحسب وانما الى شخصيات ملحدة لا تقيم اي اعتبار للدين كما هو الحال مع الاعلامي المعروف سعدون محسن ضمد الذي كما معمما واحد طلبة الحوزة العلمية وقد يقول قائل ان موضوعة بيعة الغدير انما تم تضخيمها ونسج روايات لها لتصل الينا بهذه الحالة وانما الحقيقة هي انها حدث عابر في التاريخ الاسلامي ويرد على هذا القول انها لو كانت كذلك لماذا اختار السيد الشهيد الصدر (رحمه الله) يوم الغدير لانطلاقة صلاة الجمعة في العراق واذا كانت المظاهرات بهذه الاهمية التي لا توازي اهمية الغدير فحسب بل تتفوق عليه فلماذا لا تكون يومية وتتحول الى اعتصامات لحين تحقيق المطالب هذه وغيرها من الاسئلة وننتظر من التيار الصدري الاجابة عليها .
مقالات اخرى للكاتب