Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الحسين شعيرة السماء الخالدة
الثلاثاء, تشرين الأول 4, 2016
رضي فاهم الكندي


تزل قدم ابن آدم في مزالق هذه الدنيا لما فيها من إغواءات تزينت بأبهى حليتها ، فنكص بتعاقرها عن جادة الصواب ومال إلى وحشية الغاب ، فبعث سبحانه و تعالى الأنبياء و الرسل ليُقوِّموا الأود و يعيدوا الإنسان إلى سلامة الفطرة و نقاء السريرة و صفاء البصيرة ، ومن ثم يشق طريقه في الاتجاه الصحيح نحو معرفة ذاته ومعرفة خالقه .

وتحقق ذلك فيه مرهون بحصوله على ملكة التقوى المنتجة لصفة الأرادة فيكون بها عازمًا و حازمًا ، فشرع لهم شهر رمضان دورة الإعداد الإلهي في ثلاثين يومًا من الجوع و العطش فيسمو فيه الفرد عن عالم المادة ليلتحق بصفوف الملائكة في تغلبه على شهوته وتحكمه بقرارته هنا ترسم أولى ملامح الحرية كخطوة عابرة نحو معرفة الذات  قيمةً و وجودًا .

الحسين بن علي ( عليهما السلام ) شهيد هذه الأمة و الشاهد عليها ومخرجها من الظلمات إلى النور و حصنها الحصين و كهفها الأمين عن الانحراف و الهلاك ، كان في عاشورائه كأنه شهر رمضان استهدف إصلاح الأمة ( ما خرجت أشرا و لابطرا و لامفسدا و لاظالما , إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ) كما هو الكلام في شهر رمضان في استهدافه إصلاح الإنسان بإعداده و تهيئته لأن يكون فردا صالحا قادرا على التغلب على المعاصي و تحسين أخلاقه في مسيرته نحو اكتشاف هويته تمهيدا لخلافة الله .

دروس عاشوراء الحسين محطات تعبوية نهضوية تعبيء و تستنهض إرادة الإنسان و عزمه في تجاوز ( الأنا ) ولؤمها و شحها لتنصهر و تذوب كيانا و توجها في كيان الأمة و مصلحة المجموع فيتحسس بآلامها قبل آلامه ويسعى لخدمتها قبل خدمة نفسه هذا ما فعله الحسين في ثورته .

 وكما أن شهر رمضان هو أول الكلام و المحطة الأولى في السير نحو الله تعالى باعتبار أن النتائج المثمرة أنما تقتطف في نهاية الموسم لتبدأ رحلة الإنسان ، فإن طريق الحسين بالنسبة إلى محبيه و عشاقه  ومريديه ينبغي أن يبدأ من لحظة استشهاده في حكاية متواصلة تتسلمها الأجيال لأنها أمانة ، من جيل إلى جيل ، فالحسين فكر و مباديء ينبغي أن تتجسد في وعي الأمة و سلوكها ليس في أيام عاشوراء فحسب وإنما تبدأ في محرم لتستمر طية أيام السنة وهذا معنى من معاني مقولة ( الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء ) .

 فالمطلوب أن نعيش رسالة الحسين في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في وجودنا وعقلنا و وعينا ما دام ينبض فينا عرق بالحياة وفاءا لدمه الشريف ولنحقق غايته المنشودة في عتق الأمة من ربقة العبودية عبودية النفس و الدنيا ، وإلا فالحسين أكبر من أن تحيطه الطقوس و الشعائر التي نسمع دويها وصخب الاحتفال بها في أيام معدودة ثم نطوي صفحتها وتنهي حكايتنا مع الحسين فور أفولها ،                أو يكون للحسين نهاية ؟ إذن سينتهي معنى الوفاء و الإخلاص ،

 أو نعود للذل بعد العز و للعبودية بعد أن أذاقنا الحسين طعم الحرية ياله من طعم      ( كونوا أحرار في دنياكم ) .؟

بل سيكون الحسين هو شعيرتنا الخالدة ، فكلما غفونا أيقضنا وكلما غفلنا نبهنا ، وفاءا لدمه الطاهر ولثورته العظمى ، بمعنى أن مبادئه التي ضحى بدمه الشريف لأجلها باقيةً فينا ليس في أيام محرم الحرام فحسب بل إلى يوم القيمة ، فنستلهم من مبادئه  في طريقنا إلى الله معاني العزة و الإباء و التضحية و المحبة و الإيثار و طيبة القلب ونقاء السريرة و لطافة الروح و سمو العقل و أصالة المنهج و نفاذ البصيرة وكل معاني الإنسانية التي تقربنا الى الله .

وهكذا هو حالنا مع الحسين ( شعيرتنا الخالدة ) التي تفيض علينا بالإيمان بالله و التزام دينه و الدفاع عنه ، أما دون ذلك فإن كانت تلك الشعائر تعرفنا بالحسين منهجاً و سلوكاً لتكمل مسيرة انتصار الدم على السيف و ترتقي بالعقول سموا في عالم الفكر و بالقلوب نقاءا في عالم الطهارة و بالروح صفاءا في عالم الملائكة ، فيكون لها الدور المماثل لشعيرة الخلود في إصلاح الذات و الأمة فسننتمي لها و نتبناها نبراسا ينير لنا معرفة الحق و الحقيقة ، و إلا فلا قيمة لها لأنها أجنبيةٌ عن الحسين والرهان معقود على وعي الأمة في كشف هويتها و صدق انتمائها للحسين من عدمه والله ولي التوفيق .



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.487
Total : 101