من حقك ان تتباهى وتعدها منقبة لنا نحن العرب ان بعث الله في ارضنا مئات الرسل منهم اولو عزم ، اما انا فاعد ذلك مثلبة خُصصنا بها دون العالمين . فالصالحون او الذين يرتجى لهم الصلاح ليسوا بحاجة الى انبياء ، و فطرة الانسان تكفيه للايمان و التوحيد . ما ان تلتقي بأسد هصور من أسود الرافدين حتى يجلدك بالمحفوظة المكرورة القديمة القائلة بان نبي الله ابراهيم مفلش الاصنام على رؤوس عبادها ولدَ في الناصرية . ولو حاججته قليلا لذكر لك الرمز البريدي ورقم الزقاق في حي اور . فان لم تقتنع سمطك بما تيسر من تاريخ الامام علي . فاذا قلت له ان الامام ليس عراقيا وانها امضى اقل من خمس سنوات من عمره الشريف في هذا البلد ، حينها ستتهم بانك ماسوني وعلى ارتباط وثيق بفرسان الهيكل . وتذهب لمملكة النفط فتجد الوجوه المكفهرة القمطريرة تتقافز امامك مثل القدر المقدر ازدانت اكفها بالهراوات . فاذا سالت قيل لك هنا مواطىء اقدام الرسول محمد "ص" . واذا يممت شطر مصر المحروسة المهووسة بحروف السين من حسني الى مرسي الى السيسي الى سعاد حسني فستجد ابناءها ممتلؤون زهوا بأمسهم البعيد وما فعله الفراعنة وما فعله بهم موسى "عليه السلام " . اية مفارقة هذه ان تكون ارضنا مهبطا لقوافل الرسل على خاتمهم وآله السلام ، بينما نحن اليوم لا نمثل الا كومة اصفار خاوية على اليسار . نبي الله ابراهيم قدم درسا لنا قبل غيرنا باعتباره "ابن بلد" في تحطيم الاصنام في رمزية لا ترقى لها الا عقول اصحاب الرسالات الكبرى . لكننا تمسكنا بالمعنى الحجري للصنم وظننا ان المهمة انتهت قبل كذا الف سنة وقد كفانا ابو اسماعيل "عليهما السلام" مؤونة العمل . بينما الاصنام امامنا ووراءنا حيثما نولي وجوهنا . فالفساد صنم والانانية صنم والحقد صنم والتشاؤم صنم والعنف صنم والجهل صنم ، وكل ما نواجهه يوميا طوابير اصنام مطمئنة مستبشرة لأن تمرد ابراهيم مات في صدورنا . نبي الله يوسف الذي ضرب لنا وللبشرية جمعاء مثلا في الايثار وتجاوز الذات و قهر الشهوات و نشر الفضيلة ، لا اكاد ارى على ورثته اي انعكاس لتلك المثل العليا التي تمثلها في كل مرحلة من مراحل حياته . فيوسف في كنف ابيه كما هو في غيابت الجب كما هو خلف القضبان كما هو عابر بمصر اشد ايامها قسوة . وفي مملكة النفط حيث لا ترى اثرا لابتسامة الجيكوندا في وجوه ولاة الامر والمطاوعة اندثرت آثار اشرف الخلق المادية والمعنوية . وكانهم مكلفون بمهمة سماوية لابطال مفعول اي خلق محمدي على هذه الارض الشريفة . حسب محمدا "انك لعلى خلق عظيم " وهي شهادة رب السماوات والارض بحقه . اذ لم يدع هذا الرجل فضيلة سبقته او لحقته الا تمثلها في حياته دونما تكلف او تصنع ، عدته ابتسامة يستسقى الغمام بها حتى عندما كان يرشق بالحجارة . وهو هو قبل البعثة و بعدها . قبل الهجرة و بعدها . قبل المعراج و بعده . تصوروا ان رجلا مجردا من اي سلاح سوى صدقه وصلاحه وفصاحته ، استطاع ان يقنع اجلاف الجزيرة بدعوته ويروضهم ويمسح بكبريائهم الفارغة البلاط ثم ينقلهم من ضيق الغاب والثار ووأد البنات الى رحاب المدنية . وهاهم ورثة ارضه يريدون ان يطفئوا نوره بمعتقداتهم الضالة الظلامية بالجور والسيف والمفخخة و جهاد المناكحة وبول البعير خالي الدسم "اجلكم الله" . منطقي جدا ان يوقف الله الوحي عاجلا او اجلا فقد هيأ فرصة الهداية لنا باكثر مما نستحق . وحسب الامم الحية نبي واحد أو حتى مصلح لينقلها من الظلمات الى النور . وغدا سيتضح عندما ترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، اينا يطول وقوفه امام رب العزة . نحن الذين نتباهى بكثرة الانبياء ! ام امم ولدت وماتت ولم تسمع باسم آدم او الخاتم . وكل آت قريب ولتعلمن نبأه بعد حين.
مقالات اخرى للكاتب