البونمر أحدى عشائر قبيلة الدليم أفرادها شجعان صادقون يعيشون على الأكتفاء الذاتي بالتجارة والزراعة ولذلك سببوا صداعاً مزمناً للنظام السابق حين أتهمهم بأيذاء الأقتصاد عن طريق التهريب , كذلك الحال مع النظام الحالي الذي لم يودّهم بسبب ميلهم للأستقلالية والأنغلاق القبلي الموروث , وما ألتحاق بعض رجالهم بالصحوة الا تعبير عن تلك الفكرة - الأستقلالية - التي يحبذون ولمن يسأل كيف أجيبه بأن الفكرة الأساسية للصحوة كانت تعني مسك الأرض من قبل أبنائها ومنع دخول الغرباء خصوصاً بعد أستفحال ظاهرة (القاعدة) وقطع الطريق الدولي وقتل الناس على يد التكفيريين , أقتنعوا بأنهم أولى بوطنهم من أولئك المجهولين العابرين للحدود , من المستحيل أن يرضخوا لأحد من خارج منظومتهم العشائرية , أما ما يتعلق بموقفهم من الأحتلال الأمريكي فأنهم فكروا مثل باقي العراقيين بأن الأحتلال راحل لامحالة حتى ولو بعد حين وسيبقون هم أسياد أرضهم يحكمون , لم يتوقعوا أن تتخلى عنهم الحكومة حين تخلّت عن كل الصحوات بعد رحيل الأمريكيين وتركتهم عرضة لغارات الخطف والذبح , لم يحصلوا بعدها سوى على اللقب الذي صار تهمة أسمها الـ (صحوات) ألتصق بهم دون مرتبات ولا أمتيازات ولاهم يطمئنون .
البونمر وبحسب القنوات الأعلامية الآن يتعرضون لأبادة جماعية لاتستثني أحداً منهم , فرض عليهم حصار منذ ثلاثة أشهر , الأخبار غامضة تفتقد الى العامل الأهم في نقل المعلومات وهو التغطية من الميدان عن طريق الصورة والصوت والتقارير الموثوقة من المراسلين , الصورة هناك معتمة ولم تتضح لحد اليوم .
كل ماورد يجعلنا في حيرة لنطرح سؤالاً بريء , أين كانت الحكومة المحلية والمركزية من الحصار ولماذا لم تمد لعشيرة البونمر العون !
ولماذا لم تقدم أميركا من خلال طائراتها التي تجوب أجواء العراق المساعدة لتلك العشيرة التي يتهمها الدواعش بأنها متحالفة مع الأمريكيين !
وكيف يمكن لداعش أن تختطف من تلك العشيرة ألف رجل وتقتل 334 أو 500 وربما ألفين ! 
صرنا أمام مجموعة من الأسئلة وليس سؤال واحد بريء , ولنا الحق إذا ماعرفنا بأن البونمر عرب أقحاح من عاداتهم أقتناء السلاح الحديث ليضموه الى مجموعاتهم التي يحتفظون بها منذ زمن الأنگليز بعد أن يتدربون عليه أفضل تدريب , وأننا نعرف أيضاً بأن لديهم حساسية (نوعاً ما) من الغريب فلايمكن للخونة أن يخترقونهم ويمارسوا معهم البيع , وأن أرضهم منبسطة وليست وعرة بحيث أن (الخيّال) المتجه الى تلك العشيرة يمكن رؤيته من مسافة عشرين ميل .
الخبر اليقين عما يحصل للبونمر يستحق أن يشترى بالفلوس , فأرواح الناس أغلى من أن تكون بسعر الأخبار (البائتة) ولانريد أن يكرر سيناريو (سبايكر) الذي ألتهم في غفلة آلافاً من الشباب بعمر الزهور , فنحن نشك معناها أننا نراقب و حين نراقب فأننا نتوجس وبعدها نهمس بأن (الشغلة مو خاليه و مگعود أعليها على گولة الجبور) ولذلك لانملك الا أن نطلق نداء الـ (S.O.S) لكل صاحب أمر لينقذ أهلنا من الرعب والجوع والموت قبل أن يجرف سيل (التكفير واللامبالاة) المزيد من أرواح العراقيين , أنتهى , عساكم سالمين .