Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أعطوهم كي لاتبتلون
الثلاثاء, تشرين الثاني 4, 2014
محسن لفته الجنابي

قصّة الكرفانات السائدة في المشهد العام ذكرتني بـ (مكسوره) كنت بطلها مع أحد رفاق السلاح حصلت أيام الجيش , في الساعة 300 أتتنا الأوامر بالتحرك من الرميله الجنوبي الى الصويرة , لم نتوقف خلال رحلتنا الا مرتّين , مرة أفطرنا في ساحة سعد والثانية توقفنا قرب العزير حيث تجمع حولنا أطفال بدشاديش يحملون كتبهم أخبرونا أنهم متوجهون للمدرسة في عمق الهور وأعطيناهم (صمّون وحلقوم وجكليت) , عبرنا العمارة قبل أنتصاف النهار , مرافقي كان أبو حسن (هادي الكوتاوي) واجبه حماية (السيارة طبعاً كونها آخر موديل نوع أورال عملاقة موديل 88) يعمل أثناء الأجازة سائق (رف) داخل مدينة الكوت , كنا نشعر بالأرهاق بسبب السهر والسفر ولذلك نسير ببطيء شديد , أنتبهت أثناء القيادة الى مشهد مريب حين صرنا قبالة علي الشرقي متجهين الى علي الغربي, وهو أن الشارع أمامنا كان خالياً تماماً من السيارات , أستعنت بزميلي هادي وكان مابين اليقظة والحلم وسألته بصوت عال :
- أبو حسن أشو الشارع يصوصي أخاف تيهنا وطبينا غير طريق !
نظر أبو حسن بعين أبو المنطقة الخبير بأمور الزور والتبليط وأجاب بثقة :
- لا أبو علي هذا طريق عماره كوت نفسه , بس صدكَ ليش ماكو سيارات بيه !
قلقنا فصمتنا حتى فرحنا برؤية أحد البشر يبيع السجائر والبيبسي على قارعة الطريق فقررنا التوقف على الرصيف للأستفسار وشراء أي شيء .
بمجرد نزولنا حصلت مفاجأة أذهلتنا نحن الأثنين , حين ظهرت موجة عملاقة من السيارات تقدر بمئتين وربما أكثر بكثير , كان المشهد بعد أن توقفنا يشبه أزدحام بوابة بغداد مع بدء الدوام هذه الأيام , الغريب أن سائقي السيارات العابرة كانوا يشتموننا دون سبب , كل سائق منهم يخرج رأسه و يكيل السباب ونحن فاغرون مسبهلون :
- أنعل هيج من هيج ألكم ... !
أمرأة متوسطة العمر أخرجت رأسها من زجاج السيارة (نوع كوستر) ثم وجهت خطاب مقتضب :
- ولكم سرسرية ليش سادّين الشارع و السيارات محصورة من وراكم صار ساعتين
أكمل خطابها رجل عجوز بعقال ونظارات ولكن من آخر نافذة في نفس السيارة الكوستر :
- ماعليكم عتب لأن الله مطيّح حظكم دنيا وآخره , هتليه أبو خليل !
تلقينا حينها من الشتائم مالم يتلقاه أصحاب المولدات و السياسيين , فأنزوينا على وجه السرعة خلف (الكشك) حتى أنفض الزحام وعاد السير الطبيعي للطريق وعاتبت صاحبي مؤنبا:
على بختك أبو حسن , ليش ماذكّرتني بالكرفان , تدري نسيته بسبب التعب وتدري الدرب يهد الحيل ويشل التفكير , هذا كرفان أبو العرضين يسد أكبر طريق , المفروض كل شويه ننزل على صفحه وننطي مجال لسيارات المواطنين , كلها صوچ ذاك الكلب (أسميّر) حنبطنا بيه ..
سمير كان رئيس عرفاء الوحدة , طفيلي متملق من الدرجة الأولى وأراد أن يعمل للآمر (حلاوه بجدر مزروف) فأخبره بأن سيارتنا الـ(أورال) لوحدها فقط بأمكانها أن تسحب الكرفان وتوصله الى الصويره حيث المقر الجديد .
لم يتكلم صاحبي وبقي مطأطيء الرأس فأردت أن أقوي معنوياته التي نزلت الى الحضيض فقلت له متزلفاً :
- ولايهمك أبو حسن , أصلاً المسبّات والشتايم تقلل الذنوب , أنت هسه صرت كما ولدتك أمك , تم تصفير ذنوبك وكل سوالفك المكسره , وآني همينه مثلك ماعدنا كل ذنوب , أنت بالحرس مو جندي عادي ولازم تكون بطل مايهزك ريح !
الغاية من تلك الحكاية التي حصلت في العقد التاسع من القرن الماضي هي لأبراء الذمة أتوسلها من كل الشاتمين معها تنويه يذكر كلما ظهر ( في الجو غيم) , أخترتها من جنس الموضوع للتمييز بين سد الطريق اللامقصود و بين السد المقصود المتفق عليه , الأول يتلقى فاعله شتائم يمكن أن تمحي ذنوبه أما الثاني فلاتمحى ذنوبه بل تتكاثر لاجنسياً عن طريق الأخبار المتأتية من صوامع اللامبالين اللصوص , تجعل معدلات الشتم تتناسب طردياً مع مستوى المطر و عكسياً من درجات الحرارة مع طلائع جويريد , صحيح أن نقل الكرفانات صعب واسألوني ولاتسألوا حكيم , لكنه صعب فقط عندنا نحن المستفلسين من جماعة أبي خليل , فهو عند المؤتمنين على المليارات أمر يسير , أما تصنيعها فهو أمر أيسر يوفّر الكثير ويعجل بأنقاذ الموقف قيد التهديد , صاحب الحاجة أعمى والحاجات مراتب ولكل مرتبة حوبة أعطوها كي لاتبتلون , مختصر مفيد : نطالب بأنقاذ الأنسان العراقي خصوصاً النازحين .

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45885
Total : 101