شاهدتُ جلسة مجلس النواب الطارئة التي عقدت يوم الخميس 28/11/ 2013 والتي استضاف فيها المجلس عدد من المسؤولين لمناقشة موضوع غرق عدد من المدن العراقية بسبب موجة الأمطار التي اجتاحت البلاد خلال الفترة السابقة والتي حولت بعض المناطق إلى اهوار لكنها خالية من القصب والبردي والمشاحيف، وكان لحضور وزير البلديات الأستاذ عادل مهودر اثراً كبيراً وطيباً في نفوس المواطنين وبصراحة متناهية كان وزيراً بمعنى الكلمة ومن حقنا ان نفخر بهكذا شخصيات وطنية مخلصة. حضور السيد مهودر لمجلس النواب فيه دلالات كثيرة منها احترام السيد الوزير لمجلس النواب كونه الممثل الشرعي للشعب العراقي وبذلك فان حضور السيد الوزير هو احترام للشعب العراقي بخلاف بعض الوزراء الذين رفضوا الحضور امام ممثلي الشعب بل وزادوا اكثر من ذلك عندما لجأوا للمحاكم من اجل عدم حضورهم وفي عدم حضورهم امور عدة منها هو عدم احترامهم لمجلس النواب وبالتالي عدم احترام الجماهير والأمر الآخر الخوف من الحضور بسبب فشلهم الذريع وعدم امتلاكهم إجابات مقنعة يدفعون بها الشبهات التي تحوم حولهم والمصيبة الكبرى إن هؤلاء الوزراء ينتمون لكتل صدعت رؤوسنا بكثرة تبجحها بدولة المؤسسات والقانون واحترام إرادة الشعب وهم اول من ضرب هذه الشعارات عرض الجدار. لقد كان الأستاذ عادل مهودر عادلاً في حضوره وطرحه واحترامه لمجلس النواب والذي شدني له هو شخصيته المتزنة وطرحه الواقعي وردوده العلمية وبطريقة مهذبة تكشف عن خلق رفيع رغم محاولة البعض من النواب استفزازه بطريقة طرحهم للأسئلة والمداخلات والتي تكشف عن حزبيتهم وحقدهم على كل مظاهر النجاح مع إنهم فشلوا كنواب في عملهم التشريعي واظهروا نظرتهم الأحادية تجاه الوزير من خلال إثارة مواضيع بعيدة عن اصل الموضوع الذي حضر من اجله الوزير وبالرغم من طريقتهم المكشوفة في محاولة استفزاز السيد الوزير إلا انه كان يتمتع بروح المسؤول الذي تعامل مع الجميع بطريقة تتناسب مع كل شخص ومقدار فهمه للأمور لأنه يؤمن بتفاوت العقول وفهمها لمايجري. هذا الشخص الجنوبي الذي ينحدر من مدينة ميسان كان قلبه بوسع اهوار الجنوب عكس بحضوره المميز صورة جديرة بالاحترام لوطنه ولمدينته وللجهة التي ينتمي لها، لقد كان عادل مهودر شخصاً هادراً بالحق والكياسة والثقة بالنفس والأخلاق الفاضلة حضر لمجلس النواب وهو يملك خيار عدم الحضور لكنه كان على قدر المسؤولية ولديه أدوات حقيقية تؤهله ان يرد على كل التساؤلات والملاحظات وبذلك اثبت انه شجاعاً في مواجهة الصعاب وكما يقال (واثق الخطوة يمشي ملكا) كان يعرف مايقول وكان متحمساً لمصارحة الشعب العراقي بكل ماجرى وهو بذلك ضرب مثلاً رائعاً لشخصية المسؤول. هؤلاء هم خريجوا المدرسة الصدرية التي انجبت العديد من الشخصيات الوطنية الكبيرة بالعطاء والمواقف، هؤلاء هم رجال خَبَرتهم التجارب ومحصتهم الشدائد فيامن تترتفع اصواتكم ضدهم وتحاولون تشويه الصورة الناصعة لهذا الخط المبارك ماذا لو كان عندكم مثلهم لملأتم الفضائيات ضجيجاً، شكراً لك ياسيادة الوزير يامن اثلجت صدورنا بحضورك واغضت المنافقين بقوة شخصيتك وبعثرت اوراق المتربصين بطريقة طرحك، وبذلك نقول للمشككين ان العراق بلد ولود بالكفاءات القادرة على قيادة الوطن وان نظرية الشخص الواحد والقائد الواحد ذهبت في مهب الريح وجرفها تيار الواقع الذي افرزته الظروف وانجب لنا شخصيات قادرة على العطاء وبناء العراق..
مقالات اخرى للكاتب