Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حياتنا الصفقة
الخميس, كانون الأول 4, 2014
حميد ال جويبر
كان لا يزيح حجر عثرة عن طريق الاخرين الا ويضيف ذلك العمل الى رصيد انجازاته الخيرية اليومي . وعندما يتحاسب مع رب العالمين قبل ان يستسلم لسلطان النوم يطالب بالتعويض عن كل ما انجزه خلال اربع وعشرين ساعة . ذات شتاء قال : لا احب الرياء ، لكنني اليوم خلعت سترتي على طفلة كانت ترتجف وهي تنتظر دورها لشراء الصمون "رغيف" . وفي الليل ساتحاسب مع الله . لكن كيف تتحاسب مع رب العزة ؟ الم يعدني ربي بان الحسنة بعشرة اضعاف . واوشكت ان اتحول الى حمار معتوه وانا احاول اقناعه بان الجزاء لا يفترض ان يكون في دار الدنيا . و لدار الاخرة خير وابقى جزاء . لكنه كان عاجزا عن فهم ذلك الذي اراه بسيطا وهو يراه فلسفة عمياء تخص ابا العلاء المعري وحده . وفي كل يوم كان يكشف لي جانبا من بره بوالديه والنشوة التي يشعر بها وهو يرى رضاهما عنه الذي يفضي بالنتيجة الى رضا الله سبحانه وتعالى . باختصار تحولت حياته الى سلسة من الصفقات المتصلة التي كان يستعجل تلقي مكافآتها . حتى اذا اكتشف انه لاعب منضدة "كرة طاولة" محترف ، راح يهلهل كون شآبيب الجزاء الاوفى راحت تمطر على راسه ذهبا من الحسنات . ومن نافلة التطرق للمحاضرة التي كان يسمطني بها عندما يتفوق في نهاية الفصل دراسيا . صاحبي هذا - رحمه الله - كان يضع تسعيرات لكل نعمة الهية تنزل على يافوخه . مثلا كان يعتبر النجاح بالفصل الدراسي يعادل دفع خمس صدقات سر للفقراء . وترتفع التسعيرة مع اقتراب الامتحان النهائي حيث يجمع حصيلة اعماله الخيرية خلال سنة ليقدمها بين يدي الله ليحقق العلامة كاملة في الفصل الجامعي القادم . كانت حياته مليئة بالارقام وكلما حدثته بهذا الموضوع الشائك استشهد لي بالاية الكريمة "... هل ادلكم على تجارة تنجيكم ... " وكانت حجته بالغة لا تقبل النقاش كون التجارة صفقة !!! كنت اراه في ذروة الكآبة احيانا وهو يسعى للتوصل الى مبرر اصابته بالزكام !!! يقول انه لم يفعل سوءا بحق احد ليدهى بالمرض !!! وفي كل مرة كان يزلزل المكان بعطسة مشحونة بفايروسات الزكام كان يردد نفس العتب البرىء : ربي شنو سويتلك قابل ؟؟؟ بصيغة اكثر تقنية وحداثة من ذي قبل ، يعكف صديقي العربي منذ خمس سنوات على تخزين كل ما يفعله من خير وشر في تطبيق الكتروني يجمع الحسنات بالعلامة الخضراء ، والسيئات باللون الاحمر المنذر بالويل والثبور وعظائم الامور . بالضبط كالالوان التي نراها في صعود بورصتي داو جونز وول ستريت وانهيارهما . حتى اذا اقترب اليوم من نهايته وراى ان طرفي الخير والشر متساويان ، انطلقت مساعيه الحثيثة لتغليب اللون الاخضر باي طريقة ، و اِن بتفريغ سلة المهملات من محتوياتها ففي ذلك بضع حسنات ، فينام ملء جفونه عن شواردها . جاء هادم اللذات ومفرق الجماعات و تقلصت لقاءاتي التي كانت شبه يومية مع صديقي الأول حيث مضى كل الى غايته واصبحنا نلتقي لقاء الغرباء كما يقول الدكتور الاطلالي ابراهيم ناجي . بسبب ذكائه اقتيد الى صنف من صنوف الجيش لا تتمناها لعدوك وكان يشكو لي عندما نلتقي حوليا بان الشعور بالمرارة دفعه الى ترك متابعة حسناته وتوصل الى فلسفة جديدة لا علاقة للمعري بها مفادها ان النوايا الحسنة هي صمام امام . وانقطعت عني اخباره الى الابد الى ان جمعني الفيسبوك بصديق جامعي مشترك فعرفت منه ان صاحبنا مات شر ميتة بعد ان فقد ذراعه اليسرى في حرب الدفاع عن البوابة الشرقية للعرب من الريح الصر الصفراء القادمة من طهران وقم !!! قبل نحو ثلاثين عاما . من عظمة الاسلام انه يحث على العمل الصالح بخفاء حتى لا تعلم اليمنى ما تقدمه اليسرى ، و انه ليس ثمة وعد الهي بمكافأة دنيوية ، فالمؤمن موعود بالبلاء والابتلاء في دار الفناء . الامام علي بن الحسين بن علي "عليهم السلام " كان كتفه الهزيل يزرق من حمل المعونات للمعوزين اناء الليل ، فلا يَرى ولا يُرى ولا ينتظر جزاء وفاقا لا من سماء ولا من ارض . ايتوني بعظيم واحد اسلاميا كان او غير اسلامي كوفىء ماديا في الدنيا جزاء وفاقا لما قدمه للبشر . في كل يوم نسمع عن خطيب حسيني اصيب بالمرض الأخبث في حنجرته بعد ان أمضى عقودا وهو يروج لاخلاق اهل البيت عليهم السلام و يسرد مصائبهم . خير نموذج لهذا الابتلاء عميد المنبر الحسيني الراحل الشيخ احمد الوائلي الذي صدحت حنجرته وموهبته الشعرية على مدى ستة عقود في مدح اهل البيت واحياء تراثهم الثر ، ثم ودع الحياة بمشقة بعد ان ضرب الخبيث حنجرته الشريفة . و الامثلة على ذلك لاحصر لها . واحد احد ذلك الذي خاطب السماء بكل شجاعة جهارا نهارا " عبدتك اذ عبدتك لا طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك . لكنني وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك " . وهو ذاته الذي صنف العباد و العبّاد الى ثلاث فرق ... إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار . واشهد الله انه كان سيد الاحرار واباهم البر ... شخصيا ، اخترت الصنف الثاني مجبرا لا بطل . ولا استطيع الفكاك منه ... ففي اي صنف تجد نفسك ؟ تاجرا ام عبدا ؟ ام حرا كأبي الحسن ؟ هذا هو السؤال الكبير
مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47494
Total : 101