ان القائم على اعرق المؤسسات الدينية والاكثر تاثيرا في العالم , وراس الكنيسة الكاثوليكية , التي يصل اتباعها اكثر من مليار شخص , يعترف ويصرح اخيرا صاحبها (البابا فرنسيس) , بجملة من الاعترافات العقيدية غير المسبوقة تاريخيا , سرعان ما كان لها اصداء في جمهور المسيحيين عامة والكاثوليكيين خاصة , وباقي معتنقي الديانات السماوية الاخرى , وقد تحدث تلك الاعترافات اهتزازات في قواعد القناعات الدينية المتجذرة في عقول (المؤمنين) منذ الاف السنين , واستثارة لعناصر الوجدان الديني , الذي تحول من عامل اطمئنان واستقرار الى مصدر للترويع والترهيب كما يقول البابا , الذي يكشف عن انه بعد طول تأمل وتعبد وتواضع ونسك وعلم وصلاة , توصل الى هذه النتائج الصادمة على وفق توصيف الكثيرين , واليكم الاعترافات : • لااعتقد بالجحيم ؛ لانها تتعارض مع الحب الالهي اللامتناهي للاله , فالله محب للانسانية ولا يسعى لادانة احد , وما الجحيم الى فكرة غرضها تأديب الارواح الشريرة . • ادم وحواء مجرد كناية عن الروح (المعزولة) . • جميع الاديان صحيحة وهي على (حق) في قلوب مؤمنيها , فجميعها تحب وتعبد نفس الاله . • الكنيسة كانت قاسية تجاه الحقائق التي تصفها بالمنافية للاخلاق , وتدرجها في اطار الخطيئة , لكن الان لم تعد كذلك . • الحقائق الدينية تتغير وتتطور , وليست مطلقة , فالمطلق يعني التعصب . • من خلال نشر الحب والجمال والسلام ؛ نعترف بالهنا , ونلمس وجوده بيننا . • كل الكتب المقدسة جميلة , لكن بعض اجزائها لاتنسجم مع الراهن , وبحاجة الى التحديث . • النساء في المستقبل سيكن كرادلة واساقفة وكهنة , والامل ان تكون امراة (بابا) . انتهى هذا مجمل ما اعلنه البابا , ومن المتوقع ان يولد هذا الاعلان عاصفة من المواقف , وموجة من ردود الافعال , سواء كانت مؤيدة او معارضة , لكن المخافة تكمن من حصول تداعيات قد تصل الى التعنيف , لاسيما في منطقتنا العربية التي تتضاءل فيها قيم قبول المختلف , وتنثر عليها بذور الاحقاد والضغائن ,واللبيب يسمع القول فيتبع احسنه .
مقالات اخرى للكاتب