الكتابة حول السياسين العراقيين قد تكون صعبة نوعا ما وذلك لتقلّب مواقفهم بما يلائم مصالحهم و مصالح المقربين منهم و مصالح كتلهم و احزابهم .لا اريد ان انفخ العبادي و اجعله اكبر بالون في العراق .لا نعرف الرجل حقّ المعرفة فما هي الاّ بضعة اسابيع منذ استلامه الحكم .هذه البضعة اسابيع اثرّت الكثير في مسار العراق كبلد و مسار شعبه ,و اوضحت بعض الملامح التي تعطينا انطباعات و ادلّة عمّا يدور في ذهن العبادي و القيادة الجديدة .لكن هذا لا يمنعني القول بأنني متفائل و سبب تفائلي هو مشاهدتي من على التلفزيون له وكيفية تعامله و تداخله مع الناس. شاهدته ثلاث مراّت ,الاولى عند تحرير جرف الصخر(النصر) و الثانية في البصرة و اسواقها و الثالثة عند تطهير الضلوعية من دنس الاوغاد و حثالات داعش .في كل مرّة اشاهده تأتيني صورة طفل صغير لطيف و بيده موطا ام الطابوكة او قد تكون كاسة دوندرمة و هو فَرِحٌ بما لديه .انّه في جوِّه الطبيعي .جوّ غير مصطنع . جوّ غير مفتعل .جوّ غير مبرمج . منظر بلا رتوش او مكياج . جوّ عفوي .او كما قال لي صديقي الامريكي بأن هذا الرجل, كطفل يلعب خارج البيت في حديقته المملؤة بالثلج . يقفز من كومة ثلج هنا الى كومة ثلج هناك.يمدّ لسانه محاولا صيد بلّورات الثلج النازلة من السماء .يجمّع كرات ثلجية و باحجام مختلفة و يصنع منها رجلا ثلجيّا ,انفه من الجزر و يداه غصنان من الشجر.و ما يزيد من روعة هذا المنظر , وجوده فيه .و ما يزيد من صفاء المنظر و نقاءه ,براءة هذا الطفل اللطيف .
قالوا عنه أنّه ضعيف , لا يصلح للرئاسة , لا يصلح للزعامة , و اخيرا قالوا عنه انبطاحي و يعطي اكثر ممّا يأخذ.و اقول أنّ ضعفه في اعينكم التي لا ترى الحسن الّا في الجبروت و التي لا يعجبها الاّ مناظر الاباطرة و الفراعنة ,هو قوةٌ له .فمَن جهل قدر نفسه كان بقدر غيره أجهل, و قد جهلتم اقدار انفسكم و فشلتم و ساهمتم في افشال فرصة العراق و شعبه بالنهوض و السير في دروب النجاح. فما لكم ,تُهُبّون مع كل ريح و تَسعوَن مع كل قوم. فسَرجَكم المُذَّهب لا يجعل حماركم حصانا .ففي سنواتكم الثمان العجاف ما سمعنا غير جعجعة و لم نرى طحنا .
اتركوا الرجل و شأنه, طفلا برئيا بمظهره, و حكيما , عاقلا و شجاعا في قراراته. و اذهبوا بعيدا بوجوهكم المكفهّرة و قياداتكم السابقة الفاشلة ,وانكفّوا الى جحوركم صاغرين .
اِلعق هذه الموطة ام الطابوكة يا عبادي و استمتع بها , فهي لك و انت احرى بها .الوجوه البشوشة لا المكفهرة هي التي تغيّرنا الى الاحسن .
فلم نزل وصروف الدهر ترمقنا – شزرا وتخدعنا الدنيا وتلهينا
حتى غدونا ولا جاه ولا نسب – ولا صديق ولا خل يواسينا
مقالات اخرى للكاتب