عذرا ياشعب , لست بساع الى التقليل من شانك , اذا شبهتك بالشخصية الكارتونية الفأرة (جيري) , لكن لوضع مقاربة بين الفيلم الكارتوني (توم وجيري) وقضية عراقية هامة , فالعراق اضحى بلد العجائب والمصائب . كما اني لست نادما على تشبيهي اعضاء مجلس الخراب (النواب) بذلك القط الكارتوني اللئيم (توم) . في صيف العام الفائت وتحت شعاع الشمس الحارق , شحذت (جيري) الحرة الهمة , واستنفرت جهدها الوطني , وتخطت حواجز الخوف , لتقرر النزول الى الشارع محتجة / رافضة رواتب النواب التقاعدية , بعدما تيقنت من خيانة (توم) اي –النواب- للوطن والمواطن , واغتصابه لحقوق العباد , ومشروعه التدميري للبلاد . وفي نهاية المطاف جنت (جيري) الثائرة ثمار حراكها , بعدما قررت المحكمة الاتحادية الموافقة على الطعون المقدمة بالرواتب التقاعدية للبرلمانيين , والاقرار بمخالفتها للقانون والدستور , ما يعني ان تلك الرواتب هي مال (سحت) . واثر قرار المحكمة هذا , نزلت مجددا (جيري) الى الشارع محتفلة مبتهجة متراقصة امام اعين (توم) الاناني /اللئيم , موحية له بامارات الفوز والانتصار . لكن هذا الفأر (اللعين) استشاط غضبا لكنه اضمر غضبه في صدره , متوعدا (جيري) المسكينة / المشاكسة بالانتقام , وان كلفه الامر اشهر وايام . وبالفعل لم تدم فرحة (جيري) , واذا ب (توم) يشرع هو وزبانيته قانون التقاعد الموحد ويحشر (خلسة) فقرة تضمن الراتب التقاعدي لعمله البرلماني (الكسول) , من خلال احتساب 25% من اخر (راتب او مكافاة او اجر) والمخصصات التي تقاضاها في الخدمة . اما (جيري) وبعد عودة (توم) منتشيا من عمله , لتمريره قانون التقاعد , فقد تلقت منه الضربة القاضية التي على اثرها خارت قواها وتحطمت اسنانها , صارخا باعلى صوته : the end .
مقالات اخرى للكاتب