فلم بديل الشيطان فيلم بريطاني من أنتاج أواخر عام 2010, يتحدث عن الحياة الماجنة لعدي ابن الطاغية صدام, حيث يروي الفلم استخدام عدي لشبيه له ويدعى لطيف, ومن خلال الأحداث نكتشف السلوك الإجرامي لعدي, بل يمكن وصف عدي بالسادي والماجن والقاتل وعديم الأخلاق, بل والمخبول, فكانت احد هواياته الاغتصاب, حيث يتجول هو ومجموعه من سماسرة النساء, لاختطاف الفتيات الصغيرات من الشارع لإرضاء رغبات عدي.
بالاضافة لجبروته وجنونه, يتواجد طبقة من القوادين والمومسات يحيطون به, ويحققون له كل ما يرغب به, وأموال البلد بيد حفنة من المجانين واللصوص, وتحيط بهم شبكات دعارة ومخدرات وسلاح, فكان عدي وزبانيته والمتملقين من حوله, هم احد أهم رموز الفساد في العراق,
الفكرة الأساسية, أن صاحب القرار عندما يكون عديم الأخلاق وتابع للشهوات, تنمو حوله طبقة من المتملقين, والمنافقين, وشبكة دعارة, وكل تجارة مشبوهة, فكان لابد من اجتثاث أشباه عدي عن حياتنا, وعدم السماح لهم بالصعود, حيث كنا ننتظر أن تزول الممارسات السابقة, بشروق شمس العدل على هذه الأرض الحزينة.
ألان الحكاية تتكرر, فقرب كل مسؤول نجد بعض سماسرة النساء ينشطون بجد واجتهاد لإرضاء الأسياد, وحول كل سياسي ألاف المتملقين وأشباه الرجال, ممن جعلوا من السياسي برتبة المعصومين, أي أن كل ما يصدر عن السياسي هو عين العقل وصميم العدل, مما جعل الساسة يصدقون أنفسهم, ويرون أخطائهم حسنات, أي أن سلوكيات زبانية عدي تتكرر ألان.
ونفس سلوك عدي نراه حي في مؤسسات الدولة, وكمثال بسيط قصة مسؤول الملاك في واحدة من دوائر الدولة, وكيف هذا الشخص الشاذ يساوم الفتيات على شرفهن مقابل التعيين, ولهذا الشخص ألف مثال ومن دون رادع, فقط لأنه يراعي أسياده, بما يحبون من النساء ومن صفقات التعيين, والغريب أن الردع يختفي لأمثال عدي في حياتنا, مع أن دولتنا تدعي أنها جاءت لازالت كل ما يمت بصلة لصدام وحزبه, فتبين أنها كذبة كبيرة, حيث صدام وعدي وحزبه اللعين, هو ما يختطه العديد كمنهج وسلوك للحياة القذرة والمنفلتة.
كم ابن قيادي في حزب, أو ابن وزير مهم, أو ابن رئيس كيان, أو ابن برلماني, تجبر وتكبر ليمارس سلوكيات عدي, ويكون بيده مفاتيح الخزائن والقرار, ليتحول الجنس والمخدرات والتجارة المشبوهة, احد أهم مصاديق ما يمارسه أشباه عدي في السنوات العشر الاخيرة.
اليوم نحن بحاجة شديدة لاجتثاث عدي من حياتنا, فبدائل الشيطان فاقوا العد, يمارسون الطغيان بحق الشعب, عاصفة مدمرة من سرقة المال العام, والتجاوز على أعراض الناس, وبيع قضايا الوطن, بسطوة المنصب والمال والقوة, فهل من صحوة للجماعة الحاكمة وتفعل الصح, ولو لمرة واحد بعد ألاف الخيبات, وأين عشاق النبي الخاتم والإمام علي والشهيد الحسين, من تواجد أشباه عدي شياطين الحاضر, الا يقومون لإحقاق الحق وإقامة العدل, ويجتثون أشباه عدي من مراكز القرار ومؤسسات الدولة ومن الحياة السياسية.
اَللّـهُمَّ أنا نَرْغَبُ أليك في دَوْلَة كَريمَة, تُعِزُّ بِهَا الإسلام وأهله، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وأهله، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا والآخرة.
مقالات اخرى للكاتب
|