خد هاشم الإيلاف، وعمل العهود مع القبائل اللي بـ تمر عليها التجارة شمالا لـ حد الشام وجنوبا لـ حد اليمن، وده معناه إن التعامل هـ يتم مع مدن وقبائل ومدن أكبر وأعقد بـ كتير من الكام قبيلة اللي حوالين مكة، اللي قصي عرف يتعامل معاهم.

لما نيجي نبص على المدن اللي كان على هاشم إنه يتعامل معاها، هـ نفكر أول حاجة في يثرب (المعروفة دلوقتي بـ اسم "المدينة المنورة")، يثرب مدينة كبيرة شمال مكة، يعني في الطريق للشام، والمسافة بينهم أكتر من 400 كيلو متر، ويثرب أقدم في دخول التاريخ المعروف من مكة.

يثرب فيها مَية أكتر من مكة، وأرضها خصبة، وده خلى مش بس فيه إمكانية لـ حياة مستقرة، لكن كمان فيه فرصة للزراعة، وده أهم فرق بينها وبين مكة، يخليها أكثر جذبا للي اضطروا يسيبوا الحياة بره الجزيرة العربية لأي سبب ويدخلوها.

عندنا أسماء لـ قبائل جت من العراق وسكنت يثرب قبل الإسلام بآلاف السنين (حوالي 3000 آلاف سنة) وعاشوا فيها قرون يزرعوا ويقلعوا، ويكتفوا بـ زراعتهم عن إنهم يكون طرف في أي حياة بره مدينتهم، من القبائل دي العبايلة والعماليق.

اليثاربة مكنوش خايفين إطلاقا من فكرة إن حد يغزو أراضيهم، لأن الخطر كان بـ ييجي من مصدرين: الأول الهجامين الصغار، اللي بـ يتحركوا فرادى أو في مجموعات صغيرة، ودول أمرهم سهل، ولو اتكاتروا فـ أهل يثرب علموا نفسهم يبنوا الأسوار والحصون، ويقعدوا جواها مش محتاجين للخروج.

الخطر التاني الممالك الكبيرة أحيانا، فـ دول مش عايزين غير فرض سيطرة من بره، وفـ بعض الفترات كانت يثرب بـ تخضع لـ حكم أو حماية أو وصاية من ممالك أكبر، زي مملكة معين اليمنية، اللي كان ليها نفوذ كبير جوه الجزيرة العربية، قبل ما تنهار، وتنتهي، لكن برضه الوصاية دي مكنتش بـ تغير حاجة، غير إنهم كانوا بـ يضطروا يدفعوا شوية ضرايب من ناتج الأرض.

اليثاربة كمان ما عملوش سوق محلي عندهم زي ما الخزاعيين عملوا، وبـ التالي الأمور ما اتطورتش في الاتجاه ده، وكان اهتمامهم بـ التجارة الدولية في أدنى حد ممكن، لأنهم مش مضطرين يتحملوا الصداع ده، يعني كانوا بـ يتعاملوا معاها بـ طريقة: يا نحلة لا تقرصيني، ولا عايز عسل منك.

هـ يحصل تحول دراماتيكي في يثرب في القرن السادس قبل الميلاد، لما اليهود دخلوا يثرب. اليهود جم هربانين بعد ما نبوخذ نصر دخل أورشليم واحتلها، وده اللي هـ نعرفه بـ اسم السبي البابلي التاني (586 قبل الميلاد).

نبوخذ نصر هو ملك بابلي، أعاد أمجاد الدولة البابلية في العراق، ومعبده في بابل من أهم المناطق الأثرية في العالم، وكان عمل حملة على القدس، وحاصرها، وانتصر، وخد كبارات اليهود أسرى، فـ جماعات من اليهود هربوا، ومنهم مجموعات جت قعدت في يثرب.

الهجرات اليهودية لـ يثرب استمرت فترات طويلة، وممكن نميز تلات موجات كبار آخرهم في القرن التاني الميلادي.

اليهود اللي جم يثرب كانوا تلات قبائل كبار: بنو قينقاع، بنو النضير، بنو قريظة (معلش الأسماء صعبة شوية، بس عايزين نفتكرها لأن ليها حكايات وحكايات بعدين) وممكن نضيف للتلات قبائل دول يهود تانيين عاشوا في مدينة تانية غير يثرب، تبعد عنها أقل من 200 كيلو بـ شوية، المدينة دي اسمها "خيبر"، وطبعا كلنا عارفين الهتاف الشهير:

خيبر خيبر يا يهود

جيش محمد سوف يعود

ازاي بقى استقبل اليثاربة اليهود؟ وازاي الأمور مشيت لـ حد ما وصلت عند هاشم بن عبد مناف؟ وازاي اتصرف هاشم مع يثرب بـ حيث أمور الإيلاف تمشي.

ده اللي هـ نعرفه الحلقات الجاية

استنونا