في الثمانينات من القرن العشرين كنت اسكن النجف الاشرف . وكانت لي علاقات وطيدة مع عدد من العلماء الكبار على رأسهم آية الله العظمى السيد الخوئي طاب ثراه ,وكنت على قرب وأنا أرى العلماء يتعرضون لضغط نفسي وانتهاك لحقوق العلم والعلماء من قبل النظام ورجال الحزب آنذاك , صادف أن عقد صدام مؤتمرا كبيرا لعلماء الدين العرب وغيرهم في بغداد باسم { المؤتمر الشعبي لعلماء الدين في العالم } عقد في بغداد عام 1984 على ما اعتقد ..
تم تبليغ جميع المعممين الكبار في النجف وأجبروهم حضور المؤتمر , كان من المجبرين للحضور احد أعمدة الحوزة العلمية وعضو لجنة الفتيا آنذاك { السيد .........} حضر الرجل وموقفه لا يحسد عليه , ولكن من سوء طالعه أن أجلسوه في الصف الأول لمرتبته العلمية , وركز المصور على وجهه ... لما رجع بعد المؤتمر أصيب بجلطه وتم نقله إلى المستشفى , لما خرج من المستشفى صادفت ابنه في سوق الحويش ,طلب مني أن أزور والده للتخفيف عنه , وفعلا زرته حاولت أن اخفف عن حاله لأنه ظهر كثيرا في تلفزيون العراق الذي يديره سعد البزاز .. ولا نقل لك شيئا من الحوار ...
لاطفته بضحكة صفراء, مولانا ولا يهمك الناس يعرفون منو سيد ........ وأنت تختلف عن غيرك ... فقال بتهكم : لا وليدي الناس ما تعرفني مثلك , اللي يشوفني بالتلفزيون يحسبني آنا وداخل حسن سوه !!!!...
الآن أتذكر كلمته كثيرا حين أرى سياسي من كتلة المواطن , أو من كتلة الأحرار , أو من كتلة القانون , وهو يحاور احد المذيعين من قناة الشرقية , ووجهه يمليْ تلك الشاشة المكروهة , أتذكر كلمة السيد الله يحفظه .
يا من تنتمون للأحزاب السياسية . و تقولون ادعاءاَ إنها شيعية أو سنية , اقسم بالله أي سياسي , أي إنسان محترم , أي معمم حين أراه في قناة الشرقية سواء كان عضو برلمان أو وزير أو ضابط عسكري أو قائد في الحشد الشعبي اعتبره اقل من ذلك المثل .. ربما اعتبره ابن شارع . لأنه في الشرقية , وهي مكان لا يشرف أن يظهر فيه الشرفاء
مقالات اخرى للكاتب