وأنا اقرأ الخبر الذي نشره موقع شفق نيوز والذي اعلن فيه عن تشكيل جبهة باسم الانقاذ الوطني برئاسة نوري المالكي فيما تم منح خضير الخزاعي منصب النائب الثاني وعدد من المساعدين ابرزهم حسين الشهرستاني وهادي العامري ومشعان الجبوري .. ويرفع لنا صناع الخبر الستار عن اسماء اعضاء الجبهة ، وهي وجوه عشنا معها ازهى عصور " الرخاء " و" الامان " و " الاستقرار " وانا اقرء اسماء اعضاء الجبهة التي توهم اصحابها بانهم سينقذون الشعب من عصر الجاهلية ويحولون البلاد الى جنة على الارض .. تمنيت لو أن جنرالات الطائفية والمحسوبية وسراق مستقبل وأحلام العراقيين، يستمعون يغادرون المشهد غير مأسوف عليهم، ففراق بمعروف احسن ' وربما يغفر لهم ما اقترفوه من ذنوب لا تحصى بحق العراقيين.
واعتقد ومعي الملايين إن هناك عشرات الأسباب التي تدعوهم إلى التفكير في الجلوس في بيوتهم وتجعلهم يحكمون ما تبقى من ضمائرهم ويسألون أنفسهم عن حقيقة الدور الذي لعبوه في خراب هذه البلاد وسيجدون انه اشرف وأكرم لهم لو أنهم تواروا عن الأنظار، فالناس تدرك جيدا ان لاشيء لدى الساسة يقدمونه للعراق الآن، فهم عقول متحجرة من الماضي ويكفي تصريحاتهم المتشنجة والعشوائية والمتخبطة لنعرف أنهم منفصلون عن الناس ويعيشون في دنياهم الخاصة المغلقة على طريقة تفكير لا تهتم بمستقبل البلاد قدر اهتمامها بمستقبل الأصحاب والرعايا والمقربين وتفتح الباب أمام السراق والمزورين والانتهازيين، الناس اليوم لم يعد بمقدورها دفع فواتير جديدة لمستبدين يريدون أن يعيدوا جمهورية "القائد الضرورة"، العراقيون يحلمون بان يعيشوا مواطنين لا رعايا، مواطنين تكون السياسة طريقهم إلى دولة محترمة تحمى فيها العدالة لكي لا تتوالد الأجيال من فقر الشوارع أو يموتوا على أبواب الأمنيات، الناس لا تريد ساسة يحاربون بكل ما أوتي من أدوات وأجهزة قمع للدفاع عن قيم الاستبداد، وحكم الطوائف حيث الحاكم ومقربوه هم كل شيء، ساسة يحاربون كل من يرفض ان يدخل حظائر التدجين، ويشنون حربا لا هوادة فيها من اجل اعادة ثقافة القطيع التي سعى صدام إلى نشرها، من خلال شعارات طائفية مقيتة ترى في كل من يعارضها عميلا او واجهة لقوى أجنبية، و كل معارضة لا تسمع ولا تطيع فهي مأجورة وتعمل ضد مصالح البلد، سياسيون حولوا البلد إلى غرفة مظلمة، اليوم وجوه الناس شاحبة ومتعبة، مسكونة بتجاعيد الخوف من المستقبل، والسبب سياسيون ومسؤولون مارسوا يمارسون الدجل والخديعة وسرقة أحلام المواطنين، اليوم الناس تدرك أن البلاد رهينة بيد مجموعة من الانتهازيين والمتسلقين والقافزين فوق سطح التغيير بمنتهى الخفة، علينا ان ندرك اننا أمام مفترق طرق، انفلات سياسي وامني وهمجية وتسلط؟، وعدم ثقة بين جميع الأطراف، وطبخات سياسية فاسدة ومسمومة لن تؤدي بنا الا الى مزيد من الاحتقان، وبرلمان تحول إلى ألعوبة بيد الحكومة، وقضاء يريد له البعض أن يصبح مسرح عرائس بلا صلاحيات.
سياسيون تتملكهم الرغبة في التسلط والأنانية المفرطة التي حولت الفساد إلى دولة.. والنخب السياسية إلى مافيات؟
كان الناس يتمنون أن يجدوا أمامهم مسؤولين أقوياء في هدوئهم .. فقد عانينا طويلاً من عهود سادت فيها قرارات الجور والظلم والتعسف، التي أوقعت العراقيين في مصائب كثيرة، وهزائم كبيرة مازالوا يدفعون ثمنها حتى الآن.
ظلت الناس تأمل بسياسيين يعلون مبدأ الحوار السلمي، شعارهم القانون أولا وأخيرا، لكنهم وجدوا أمامهم عقلية سياسية تتعامل مع الجميع باعتبارهم أعداء للوطن وعملاء للخارج، كانت الناس تأمل بسياسيين يخرجون البلاد من عصر الفساد والقمع إلى عصر الحريات؟ فوجدوا أمامهم ساسة ومسؤولين يريدون إعادة البلاد إلى زمن القرون الوسطى وعهود الظلام.
السادة اعضاء جبهة انقاذ " انفسكم " اعتقد أن لا فائدة من الكلام مع سياسيين مثلكم نامت ضمائرهم وشبعت نوما، فليس لديكم أي شيء تقدمونه للعراق لا الآن ولا في المستقبل.
وحتى يأتي وقت حساب سراق أموال الناس، علينا أن ننظر إلى ما يدور حولنا هذه الأيام، رئيس وزراء تفرغ للمعارك، ومعارضة غائبة، وشعب منهك، ومجلس نواب كلما انظر إلى وجوه البعض من أعضاء جبهة الانقاذ الوطني أتذكر عمنا الملا عبود الكرخي الذي وصفهم ببلاغة ذات يوم:
برلمان أهل المحابس والمدس.. عكّب ما جانوا يدورون الفلس
هسة هم يرتشي وهم يختلس.. ولو نقص من راتبه سنت انعقج
قيّم الركّاع من ديرة عفج.
مقالات اخرى للكاتب