الليبرالية هي نظام الحرية وتسمى بالمذهب الفردي وتقسم إلى قسمين :
الليبرالية الاقتصادية .. وهي نظام اقتصادي يؤكد على حرية الفرد وتقدم على المنافسة الحرة وتعتمد مبدأ " دعه يعمل دعه يمر " ، وقد نشأت الليبرالية الاقتصادية وتوسعت مع الرأسمالية تعبيرا عن الحرية الفردية .
الليبرالية السياسية.. يمكن تعريفها بأنها مجموعة الأفكار والقيم التي تدور حول الفرد والسلطة وتهدف الى تحرير الفرد من القيود التي تكبله فهي رد فعل ضد التحكم وضد السلطة المطلقة لذلك فالليبرالية اعتبرت ثورة على السلطات المطلقة أو المستبدة ، وتقود الليبرالية كما يرها البعض إلى عصر النهضة في القرن السادس عشر (1500) ، حينما ساد التيار الفكري في أوربا لعدة قرون وعرف بالتيار العقلي الذي قام على الإيمان بالفرد وقدرته بوصفه كائنا عاقلا ، ورافق ذلك انجازات حققها الإنسان على صعيد الاختراعات والاكتشافات الجغرافية وتطوير أساليب الإنتاج .
والليبرالية أيضا هي نظام الحرية سواء في الاقتصاد أو في السياسة ، فكل إنسان حر في السعي وراء مصلحته الخاصة ، وهذا السعي في نظر الليبراليين شرط لنمو الحياة الاقتصادية وعاملا من عوامل توازنها .وعلى هذا الأساس تفاءلت الليبرالية بمستقبل الإفراد وسعادتهم والحد من التدخل في الاعتداء على حريتهم وبذلك أصبح الفرد غاية في حد ذاته وأضحت أرادته هي العنصر الأساسي في خلق التنظيم القانوني للدولة ، التي تكون وظيفتها في التطبيق من كفالة الإفراد بحقوقهم الطبيعية وفي مقدمتها حق الحرية وحق الملكية .
لقد وجه العديد من المفكرين النقد إلى الليبرالية من حيث الجانب الاقتصادي باعتبار سيطرة رأس المال المتمركز في أيدي الأقلية المسيطرة عل الحياة التجارية والصناعية وعلى الأسعار والأسواق وافتقادها للعدالة الاجتماعية واشتداد الصراع الطبقي داخل المجتمع .
ومن جانب آخر أفضى الاستخدام المفرط للتكنولوجيا وهو أم ضروري مع تقدم الحياة لكن في نفس الوقت ليس على حساب الآخرين في مختلف الميادين وخاصة الصناعي وتخلي الاعتماد على الأيدي العاملة الماهرة وغير الماهرة وعلى سبيل الطرح" إذا كان هناك معمل ينتج سلعة معينة وعدد العاملين 200 عامل ماهر وغير ماهر وتم استخدام التقنية المفرطة بأساليب الإنتاج وتم تسريح 100 عامل للعوامل السابقة ماهو مصير 100عامل وإذا كان لديهم اسر ، أذن أصبح العدد 300 فرد ، العامل وزوجته وطفلهما في اقل تقدير ، وماهو المستقبل ومن يقضي متطلباتهم اليومية وفي أي مجال أخر يكون البديل أو مصدر للرزق "
وعلى المستوى السياسي فان هم الليبرالية الوحيد يتمثل في حماية حق الفرد في الانتخاب والاقتراع والتمثيل السياسي في حين أن البعد الاجتماعي والذي يتمثل بتوفير السكن والضمان الاجتماعي والصحي وفرص العمل ورعاية الطفولة والشيخوخة نجدها مقننة في النظام الرأسمالي وإذا تم توفير تلك الأمور الأساسية فيؤخذ مسبقا بإشكال مختلفة تثقل كاهل الفرد أو الإنسان على مدى الحياة .