وددت أن أبدأ مقال اليوم بسؤال هل نحن شعب نعيش حياة طبيعية ولماذا أبتلانا الله بالموت والدمار والقتل والدم؟منذ عام 1980 والحرب العراقية ألايرانية أكلت شبابنا ورجالنا ويتمت ألابناء ورملت النساء وأستمرينا لثماني سنوات عجاف على هذا الحال وجائت حرب الكويت والحصار ومن لم يمت بالحرب مات من نقص التغذية ومات من ألامراض السرطانية التي أنتشرت مثل النار بالهشيم وجاء عام 2003 عاما الغزو ألاميركي للعراق وظن بعض المتفائلون أن العراق وشعبه سيتغير حاله من حال ألى حال وسيتساوى في مستوى الرفاهية مع جيرانه دول الخليج العربي وتركيا ولكننا فقدنا شيء مهم وعزيز وهو الهوية العراقية التي لاتميز بين شيعي وسني ومسيحي وصابئي وشبكي وكردي ونتج عن ذلك أيضا ضياع هوية الدولة العراقية وأصبحنا نعيش بدولة ليس لها هوية ولالون ولاطعم ولارائحة غير رائحة البارود وطعم السم الطائفي ومعظم السياسيين الذين أتوا من الخارج والذين جعلتهم أميركا عن سابق أصرار وتعمد قادة لن أتوا كأنهم حاقدين على الشعب وكأن أحدا سلطهم على الشعب ليعاقبونه لانه لم ينتفض ضد نظام صدام فبدأ مسلسل النهب والسلب وأستباحة أموال الدولة وألاميركان فرحين بمثل هولاء السياسيين وطمسوا هوية الدولة طمسا فهذا يريد دولة على غرار ولاية الفقيه وهذا يريد دولة مدنية وهذا يريد دولة أسلامية ولكن بدون نظام الولي الفقيه وهذا يريد للمظلومية الشيعية ان تأخذ بثأرها وهذا وجد عمره خمسون عاما
وهو لايمتلك بيتا في العراق وأراد أن يعوض مافاته أقتصاديا وأما السنة فبدأ بعض المسمومين والمرضى فيهم بترويج أن الشيعة أخذوا الحكم منا ويجب أعادته ولو بالقوة وقاموا بعمليات قتل وذبح والكل يغني على ليلاه.ومضت السنون بنا ونحن كشعب يتراجع حالنا من سيء ألى أسوأ وهنا أؤكد أن الجميع يتحمل مسؤولية ماحصل حكام وشعب فالشعب يصفق لكل من يأتي لقيادته وظل البعض منهم يركض وراء ألاحزاب فالشيعي ركض وراء الدعوة والمجلس ألاعلى وبدر والفضيلة والتيار الصدري الذي شهد أنقساما بفعل التدخل ألايراني وقبل أغلبية السياسيين الشيعة بالتدخل والنفوذ ألايراني وحاول الكثير منهم عن قصد أو عن خوف ألغاء الهوية العربية والعراقية للشيعة وجعلهم وكأنهم أتباع لايران وحكامها بل وحتى قاموا بتقليد الايرانيين في بعض الطقوس الدينية وتناسوا أن الرسول وال بيته الكرام ألاطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام هم منبع العروبة وسمعنا خزعبلات من هذا وذاك بل أن البعض منهم حاول أجبار الناس على بعض الطقوس ومعه جوق من المطبلين وأما الاخوة السنة فقد كانوا أول المقاطعين للدولة وللتطوع في الجيش بناء على فتوى (هيئة علماء المسلمين) وأما الحزب ألاسلامي وهو الاسم الذي يختفي ورائه تنظيم ألاخوان المسلمين في العراق فكان ذكيا فسيطر على الواجهة السياسية للاخوة السنة وبدأت قياداته بأخذ حصة السنة من الوزارات والسرقة منها حالهم كحال الشيعة وأصبحت الدولة منهوبة من قبل ألاحزاب بل وأصبحت الوزارات ومدرائها معروفة بأنها من الحزب الفلاني والكل يسرق وينهب فمثلا حزب الفضيلة عندما أخذ وزارة النفط غير معظم المناصب فيها وأسندها ألى مجموعة من المتملقين وبدأ بسرقة الوزارة وأما المجلس ألاعلى فقد سيطر على الكثير من المناصب والدوائر أبتداء من محافظة بغداد وأما الدعوة فقد كانوا في البداية من المتفرجين ولكنهم عوضوا فترة تفرجهم بنهب أضعاف مضاعفة من الدولة وثرواتها وأما التيار الصدري فبدأ من وزارة النقل في عهد سلام المالكي والصحة وكافة الوزارات
وانشأ مايعرف بالهيئة ألاقتصادية والتي هي موجودة لحد الان في منطقة المسبح والمحافظات بالمحافظين ومجالس المحافظات الكل ينهب ويسرق ويتذكر القراء جميعا كيف كان يتم تهريب النفط من البصرة والقصص التي كنا نسمعها عن ميناء أبو فلوس في أبو الخصيب وكيف يثقب البعض أنبوب النفط المار في مناطقه ويوقف عشرات الشاحنات لتعبئتها وكأن النفط هو ملك لعائلته وأهله وليس ملكا لعامة الشعب وصاحب كل هذه الظواهر ظهور طبقة أثرت على حساب الشعب وأصبحت خلال سنتين أو ثلاث من أصحاب المليارات وتوسعت الشركات والمصارف وأصبحت الجادرية ملكا لفئة وطائفة معينة وأما السنة فقد نهبوا الوزارات أيضا وأصبح لديهم حالهم كحال الشيعة طبقة أثرت على حساب المواطن وأصبحت معابر طريبيل والوليد وربيعة ممرات لعمليات تهريب كبرى أبتداء من النفط وحتى وصل ألامر لمفردات البطاقة التموينية والحديد السكراب ناهيك عن كميات السلاح التي تم تهريبها لسوريا إن كنتم تتذكرون أعزائي القراء.الشعب العراقي يذهب للانتخابات وينتخب نفس الوجوه ونفس ألاشكال وألاحزاب التي سرقته وجوعته وشردته وجعلته مهجرا بين المدن والقصبات وأخيرا جائت لنا أميركا بفلم داعش وهذا الفيلم الهولييودي الذي نستطيع أعتباره من أعظم ألافلام التي أنتجتها أميركا.طبعا لن أخوض بأسماء الذين سرقونا لانهم جميعا سرقونا بأستثناء بعض ألاسماء التي لاتعد على أصابع اليد الواحدة وإلا فمن أين أتوا بالفضائيات والمصارف والقصور والشقق خارج العراق بل أن بعضهم أشترى مصنع في اوكرانيا وفي بيلاروسيا وأيران وألاردن وبعضهم وصل أستثماراته لماليزيا وطبعا الجميع فتح فضائيات لترويج أفكارهم المسمومة والتي تعمق الجراح بين أفراد الشعب العراقي.عصر أمس شاهدت مدينة بغداد مقطعة ألاوصال بسبب التظاهرات والتي أصبحت غير ذات جدوى لان حكامنا لايسمعون وحتى إن سمعوا لايفهمون ولايفقهون. وكانت التظاهرات يتيمة لكن بعد دخول التيار الصدري لها أصبحت جماهيرية ولكن التيار الصدري من نفس المنظومة وهو أشترك بالحكومات السابقة ولوقاطعها لبعض الفترات الزمنية .ووصلت لقناعة أنه لافائدة من هذه التظاهرات اليتيمة. بصراحة متناهية أنا أضحك عندما أسمع أن ألاصلاحات تبدأ بتغيير الوزارات وبعدها يتم تغيير المناصب ألاخرى والسؤال من أين سيأتي الوزير ؟ هل سيأتي المريخ أو من القمر أكيد سيأتي من مكونات معينة وسيأتي ويصبح وزيرا بعض الذين رشحوا أنفسهم في ألانتخابات ولم يفلحوا بالفوز وسيتم ترشيحهم كوزراء تابعين لاحزاب معينة ومثلما يقول المثل(نفس الطاسة ونفس الحمام).الحل يكون أولا بمعرفة هوية دولتنا أي الوطن الذي نعيش فيه وأسمه العراق ومعرفة ماذا يريد العراقيون هل يريدون دولة مدنية أم دولة أسلامية أو أي شكل من الدولة يريدون وهذا لانستطيع القيام به بوجود هذا الدستور وهذه ألاحزاب فالدستور فيه بنود وفقرات ملغومة ففي أحد فقراته يقول لايجوز سن قانون يتعارض مع أحكام ألاسلام وفي الفقرة ألاخرى يقول لايجوز سن قانون يتعارض مع أحكام الديمقراطية وسأعطيكم مثالا واحدا عن عجز وفشل هذا الدستور الذي كتب بظروف الغفلة وأستطيع القول أن كتابته تمت بعملية شبيهة بالسرقة.هنا سأسأل المشرعين في مجلس النواب هل تستطيعون سن قانون ينظم عمليات بيع الخمور؟طبعا الجواب سيكون لا ومليون لا لان ألاخوة من ألاحزاب الدينية يقولون ألخمور محرمة في ألاسلام ولكني أقول لهم أليس تشريع قانون للخمور مبدأ ديمقراطي وحرية شخصية للمواطن العراقي ورب العالمين يقول في كتابه الكريم (لاأكراه في الدين).
أتعرفون أيها القراء ألاكارم أن نسبة الشباب التي تتعاطى الحشيشة بسبب عدم توفر الخمور في محافظة البصرة تصل ألى خمسين بالمئة وأن المقاهي في البصرة والناصرية وكربلاء وحتى في بغداد الكثير الكثير من الكافيهات تقدم حشيشة مع ألارجيلة أو الشيشة ولعلمكم فأن السلطات ألامنية في محافظة البصرة قد داهمت وأغلقت معملين لتصنيع الحشيشة وهذا كله نتاج منع بيع الخمور في المحافظات الجنوبية بل ووصل ألامر الى تعاطي حبوب الكبتاغون وأنواع أخرى بل الذي لايملك المال يشتري دواء للسعال يشربه كله . هل تعلمون بهذه الكارثة أيها ألاخوة؟ ويستطيع من لايصدق أن يسأل الجهات ألامنية وسيعرف أننا مقبلون على كارثة.وهناك كوارث أرتفاع نسبة الطلاق بين ألازواج المتزوجين حديثا ونسبة الطلاق وصلت الى خمسين بالمئة وهذا معناه كارثة تلد أخرى وتنتج عن هذا كله أثار أجتماعية وأخلاقية لايتسع المجال لذكرها هنا وهناك كارثة أخرى ولكن بشكل أقل فهناك مصارف أهلية خاصة وقديمة في العمل المصرفي كانت تمارس العمل المصرفي من أقراض وخطابات ضمان وفتح اعتمادات
وغيرها من ألاعمال المصرفية هذه المصارف الخاصة ألان أصبحت في وضع صعب جدا جدا لان المقترضين منها والذين لديهم مستحقات على الدولة لم يسددوا القروض التي بذمتهم والفوائد تتراكم عليهم والمصارف مطلوب منها ودائع المودعين والبنك المركزي يريد منهم أن يعملوا مثل الساعة بل وأن هناك مواطنين رهنوا بيوتهم وأملاكهم وأخذوا قروضا لمشاريع ينفذونها للدولة ولم يقبضوا دينارا واحدا لحد ألان وستضطر المصارف لبيع هذه ألاملاك والعقارات تسديدا للقروض التي منحتها فما ذنب المواطن ودولته مقصرة معه ولماذالايتم أجراء تأجيل للمطالبات بحق المواطنين لمدة معينة ولحين أنفراج ألازمة المالية وهناك مواطنين كثر لديهم أموال في البنوك والمصارف والاخيرة عاجزة عن تسليمهم أموالهم بشكل كامل لان الدورة ألاقتصادية في البلد شبه متوقفة وهذه كارثة أخرى ولكن نستطيع حلها أن فعلنا مثلما فعل أوباما عام 2008 وقامت الحكومة ألاميركية بأقراض البنوك مبالغ مالية تجعلها تصمد ومقابل عقارات أو ضمانات ولكن من يلتفت من الدولة والكل مشغول بالحفاظ على منصبه.نحن اليوم لانحتاج لتظاهرات لان لاأحد يسمع بل نحتاج لحكومة أنقاذ تحرر البلد من داعش والاوساخ المرتبطة بداعش وتقود البلد ألى أنتخابات حرة نزيهة لاتشوبها شائبة تزوير ويتم أنتخاب مجلس نواب جديد يقوم بأصلاح الفقرات الملغومة في الدستور وتغغير فقراته بل حتى وألغائه وكتابة دستور عصري جديد ونحتاج ألى دستور واضح يوضح لنا هوية الدولة وهوية نظامنا الديمقراطي ويمنع الطائفية السياسية بل ويمنع أي حزب ديني من تعاطي السياسة فرجل الدين إن أراد دخول السياسة عليه أن ينزع عمامته ولانريد منه أن يقيس السياسة بالدين وبالعكس.الخلاصة أيها ألاخوة أن هذه الاحزاب وهذه الطبقة السياسية أصبحت أكسباير لافائدة منها وكما يقول المثل( المجرب لايجرب)
يجب تغيير هذه الوجوه الكالحة التي ملئت أرض العراق دما وفسادا أخلاقيا وأجتماعيا وشرعنت أشياء كثيرة بأسم الدين بل البعض منهم ممن يمتلك مليشيا وضع نفسه مكان الله عز وجل فيقتل صاحبة الصالون ويحاسب من لاترتدي حجاب الرأس ويفجر محل الخمور وكأنه هو القانون والمضحك أنهم جميعا يستنكرون مايحصل بالسعودية من قبل هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهم يقومون بنفس دورها في العراق ولكن بدون قانون ولاتشريع يجيز لهم ذلك وخلاصة قولي أننا نعيش في زمن هو شر ألازمنة كما يقول أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب عليه السلام.أيها العراقيون بعد تحرير الفلوجة أن شاء اللههبوا هبة عراقية وحاولوا أن تغيروا واقعكم الذي أصبح لايطاق ولايحتمل ولنا عودة وأعتذر من القراء الكرام لاني وعدتهم بنشر ألاسماء ولكني وجدت القائمة طويلة جدا ولايستوعبها مقال لكثرة السراق والحرامية وحمى الله العراق والعراقيين
مقالات اخرى للكاتب