لكل ممر بداية ونهاية وطول وعرض يؤشر على الخرائط, وعلى الارض بوسائل مختلفة كما في ممرات حقول الالغام .. وكما في تلك الحقول تكون الممرات ليس مؤشرة فقط وأنما ينبغي ان تكون معروفة لمستخدمي تلك الممرات وعلى القطعات تسهيل الوصول اليها واجتيازها بأمان لأنها (آمنة)
هذا ما درسته بأختصار وما قمت بتدريسه ايضا ولم اسمع بعد حل الجيش ان العلم العسكري توصل الى غير ذلك .
منذ اسبوعين تقريبا ونحن نسمع بغير ذلك وأن هناك ممرات وضعت لأهالي الفلوجة وأثارت جدلا شديدا .. بل ان السيد القائد العام قام بتضمينها توجيهاته مضافا اليها رفع الاعلام البيض .
من الواضح ان الاعلام البيض خرافة لان تنظيم الدولة (داعش) سوف لن يسمح برفع الاعلام البيض وقد قام بتبليغ اهالي هيت قبل استعادتها بأن من يرفع علما ابيض سيهدم داره.
أما الخرافة الاكبر فهي الممرات الامنة ..ذلك لأنها ببساطة لا يمكن تحقيقها في ارض العدو , والمدنيون اليوم في ارض العدو, ولنفترض جدلا ان قواتنا تمتلك عصا موسى التي شقت البحر, واستخدمتها لشق ممرات آمنة فكيف سيتم تأشيرها على الارض وكيف سيتم دلالة المدنيين اليها وكيف سنمنع تنظيم الدولة (داعش) من التدخل فيها
الأستنتاج النهائي هو أن (جماعتنا) قادة وأعلاميين قد سمعوا يوما ان هناك ممرات آمنة بين الدول المتحاربة وبرعاية طرف ثالث او طرف دولي وتصوروا أن (داعش) دولة اوربية, أو أنهم يعرفون استحالة ذلك ومع ذلك يطرحوه كبضاعة والأعلام يسوقها .. ولا غرابة في ذلك فقد سبق وأن علموا علم اليقين باستحالة الاصلاح ألا انه كان المصطلح الاكثر رواجا في سوق النخاسة (الاعلام)
السؤال المهم الذي يمكن توجيهه هو: هل فكر أحد بعلاج مرضى الفلوجة في الظروف الاعتيادية او فكر أحد بأطعام المرأة الفلوجية التي القت بنفسها وأولادها في نهر الفرات هل فكر أحد بأطعام اهالي حديثة التي سطرت صمودا اسطوريا يوم تجاوز سعر كيس الطحين المليون دينار؟؟ وهل أن من رفض عرض سخي للجنة عراقية من اطباء الفلوجة تعهدوا بأدخال حصة تموينية واحدة لأهالي الفلوجة وتعهدوا لمستشارية الامن الوطني بعدم وصولها الى داعش ورفضت المستشارية العرض , هل يمكن لنفس الدولة ان تفكر جديا بالممرات الآمنة ؟
مقالات اخرى للكاتب