ماأجمل أن تسير في شوارع تعشقها
وماأجمل بغداد والسير فيها بغداد عاصمة الحب والسلام والتي طالما أحتظنت الكثيرين وأوت بين جناحيها من كل بلدان العالم عامة والبلدان العربية خاصة
بغداد التي اطعمت الطعام على حب الله مسكيناً وبائساً وأسيرا
منذ صغري أحب السير في شوارع مدينتي وإزقتها الطيبة وأنضر الى وجوه العراقيين وهي شامخة بطيبتها كنت أسير مع أبي كل شوارع بغداد وكان ونحن نسير يشرح لي كيف ومتى بني هذا الشارع وكيف كان الناس يود بعظهم بعظاً ويحدثني عن رمضان في أزقة بغداد القديمة والناس في وقت الأفطار لايهنأ لهم بدء الفطور الأ أن يرسل كل بيت الى جاره ماطبخ من أكلات وبعدما يلف هذا الصحن البسيط كل بيوت المنطقة من جار الى جار حتى يكون الجميع قد تذوق أكل الجميع هذه هي بغداد بطيبة أهلها وجمال ارواحهم وبساطتهم .
وعلى ماتعودت من أبي ورغم وصولي هذا العمر لازلت أعشق السير في بغداد وتأخذني قدمي الى حيث دجلة الى أجمل مارأت عيني دجلة بكل عنفوانها ورقتها دجلة الخير التي تغنى بها الشعراء وسحرت عيون الأدباء
وبعد كل ماحدث في بلدي وبعد أن عاثوا فيه فساداً وسرقةً ودمار أصبحت أسير بين الأزقة وكلي حسرة على مامر في بلدي وماصنعت أيديهم بشوارعها وأزقتها الجميلة أصبحت لاأرى غير الدمار
الأنقاض تملأ الشوارع والمستجدين يجوبون أشارات المرور وكل ماهو محزن ومخيف على هذه الأرض الطيبة .
وفي أحدى جولاتي في شوارع بغداد شاهدت منظراً لن أنساه أبداًماحييت منظراً تقشعر له أبدان الأصلاء من بلدي ويعز عليه أن أدع هذا الموضوع دون التكلم فيه فهذا هو اقل ماأستطيع فعله .
فقد بلغ الأسى في قلوبنا مابلغ ولم يحدث مايشير الى أن الأمور سوف تتغير رغم كل الصيحات والأحتجاجات التي حدثت .
في شارع من شوارع بغداد حيث كانت أغلب المحلات في ذلك الشارع مغلقة تقريباً كان هناك وأمام بعض هذه المحلات صواني للأكل يتركها إصحاب هذه المحلات بعد أن ينتهي عمله فيترك الصينية أمام المحل ليأتي صاحب المطعم يأخذها .
وكان في بعض هذه الصواني بقايا من طعام رأيت من بعيداً رجلاً يحث الخطى بأتجاه هذه الصواني لايبدوا انه متسول فقد كان يبدوا عليه النظافة والكبرياء
تقدم من احد هذه الصواني وأخرج من جيبه أكياس نايلون بالعراقي (علاكة).وقام بوضع بقايا هذا الطعام داخل الأكياس وقد رايته يأكل لقمة ويضع الأخرى داخل الكيس وبعد أن جمع كل مافي تلك الصواني قام من مكانه وأحتضن تلك الأكياس بقوة وبدأ يحث الخطى وهو محتظن لتلك الأكياس كأنه يحمل كنزاً ثميناً والحزن والدموع بادية على كل ملامحه.
مثل هذا المنظر هل يعقل أن نراه في العراق بلد الخير والنفط وكل ماتحت الأرض من الثروات.كيف لدولة مثل العراق أن بها مثل هذه الحالات وكيف يسمحون لأنفسهم أن يهنوا تلك الشيبة العراقية الجليلة .
هذا العراقي وبالتأكيد هناك الكثيرين غيره هم من خدم العراق وهو وأمثاله واعطاها من دمه وعرقه الكثير
كيف لاينظرون الى هؤلاء وهل من حق اي واحدٍ من المسؤليين بالدولة أن يهين هذه الشيبة.
أقولها وملء صوتي صرخة أراكم تتنعمون بخير البلد بعد أن جئتم تحملون معكم بدل الجنسية ثلاثة وقد رميتم الجنسية العراقي منذ زمن بعيد بعد أن تركتم هذا البلد وقد ذاق أهله الأمرين من حكم متغطرس دكتاتوري وحروب طحنت الكثير من الأرواح الى دمار للمدن والمحافظات ولم تقدموا أو تشاركوا ولو بالقليل لخدمته.
جئتم تحملكم المدرعات الأمريكية وجلستم على الكراسي دون التفكير بهذا المواطن البسيط الذي عاش داخل وطنه ولم يغادره رغم كل ماذاق من مصاعب .
كيف اعطيتم الحق لأنفسكم أن تسلبوا حقه في العيش الكريم وبعد هذا تجعلوه يأكل بقايا الطعام.
أسألكم هل يهنأ لكم العيش وهل ينام بعضكم ليله وهل سيكون عقابكم قريب
نداء من أمرأة شاهدت ماجعل قلبها ينزف حزناً والماًعلى الشيبة العراقية الفاضلة
أيها السياسيين أتركوا هذا البلد لكي يستعيد أنفاسه ويشم ريحاً طيبة بعد عفنكم الذي ملأ أجواء البلد.
مقالات اخرى للكاتب