لقد ظهر جليا المخطط الذي ساهمت فيه دول الغرب بما يسمى الربيع العربي وهنا لابد ان نوضح ان الحكومات التي نالها التغيير من هذا البيع لم تكن حكومات وطنية تحظى بتأييد شعوبها ومصداقيتهم انما النتائج التي تمخض عنه هذا التغيير واهدافه يقول وزير الخارجية الروسي السيد لافروف في اخر تصريح له بأن اللاعبين الدوليين في الغرب لا يرغبون بأنهاء العنف في سوريا لارتباط تلك الازمة بأبعاد اخرى وان تظاهروا أحيانا برغبتهم لأنهاء ذلك النزاع في حين ما هو ثابت ان احداث ما سمي بالربيع العربي جاء كأداة وضمن مخطط ليوصل الغرب الى اهداف هامة واساسية في هذه المنطقة كأنهاء قضية فلسطين من خلال ابتلاع الارض الفلسطينية بالمستوطنات وفرض الكونفدرالية ومحاولة اخضاع ايران للمخطط الغربي وتنفيذ ستراتيجية جديدة تؤمن والى الابد مصادر الطاقة الاساسية في العالم بمنطقة الخليج ومحاولة ربط العرب بعجلة الغرب من خلال تطبيق سايكس بيكو جديد ورغم ما تعرضت له القوات الاميركية والغربية من انكسارات في العراق وافغانستان فأن المخططات الغربية تنفذ وفق صفحات متتالية فعندما انسحبت القوات الامريكية من العراق مثلا تركت مواجهة محتدمة بين منظمات ترعاها القوى الغربية وعملائها في المنطقة من جهة وبين الحكومة العراقية لان الاحداث في هذه المنطقة تسير بشكل مترابط والدعم السياسي للحركات الاخوانية والارهابية اضحى واضحا وقد يكون ادق فيما ذلك هو توظيف جهد بعض امراء النفط وجامعة الدول اللاعربية لتقويض الاستقرار في كل من تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا وقد اقترن ذلك التوظيف بمزاعم تبني الحريات العامة وشيوع الانظمة الديمقراطية الا ان ايداع تنفيذ هذه الشعارات لأنظمة متخلفة كالسعودية وقطر ادى الى افتضاح المخطط الغربي وعندما حاولت السعودية استقطاب الانظمة الملكية في المنطقة وضمهم لمجلس التعاون الخليجي وفشلت الا ان تلك المحاولة قد عززت افتضاح ذلك المخطط حيث ان الانظمة الجمهورية العربية رغم الاخطاء التي ارتكبها بعض حكامها فأن فيها مؤسسات ودساتير على عكس نظام آل سعود حيث عندما يطل سعود الفيصل مصرحا فأنه يظهر بنظر المثقفين العرب كمومياء خرجت من القرون الوسطى وتسارع العربان بالتنازل عن قضية فلسطين وفق ما سمي بتبادل الارض واستخفاف نتنياهو بالمواثيق الدولية واستمرار تبني اقامة الاف المستوطنات مبتدئ من شمال فلسطين ضمن مخطط شامل يعزز ما ذهبنا اليه في ترابط الاحداث في قضية ما سمي بربيع الثورات كما ان تصرفات محمد مرسي وزيادة الدفع من قبله للاحتدام الطائفي بالتحريض على القتال في سوريا ادى ذلك الى الصدام الاخير بين الجيش اللبناني وجماعة الارهابي احمد الاسير في صيدا وكل ذلك يعطي للولايات المتحدة مجالا بأرسال الاسلحة والمدربين الى الاردن تمهيدا للتدخل في الشأن السوري رغم تصريحات الساسة الامريكيين بعدم وجود اي توجه لديهم نحو ذلك فاستمرار العنف في سوريا هو ضمن المشروع الاستعماري الغربي للوصول الى الاهداف التي اشرنا لها ومع انكشاف ابعاد المؤامرة الغربية في الشرق الاوسط والذي اخذ ملامح ذلك الانكشاف يتضح من خلال تغيير امير مشيخة قطر ونزول الشعب المصري برمته مطالبا بأسقاط محمد مرسي وهو نفس ما يواجهه اوردكان في تركيا ويبدو ان المشروع الامريكي الصهيوني باستمرار الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط بدى يتهاوا تحت ضربات مناضلي شعوب هذه المنطقة بوجه الحكام المتواطئين مع القوى الغربية حيث اعطا صمود الشعب العربي السوري درسا للغرب ولعملائه كما ساهم وبدرجة كبيرة باستفاقة شعوب هذه المنطقة ..