كل الثورات في تاريخ البشرية يُخطط لها وتُنفذ في سرية وكتمان ، وقد لاينجح بعضها ، لأن أهم مقوّم لنجاح أي ثورة هو مدى سرية التخطيط والتنفيذ فيها ، هكذا درسنا تاريخ الثورات بالعالم وعبر التاريخ .
لكن الجديد والغريب في العرف العلمي والثوري والتاريخي العالمي ، أن يتم التخطيط والتنفيذ لثورة بالعلن ، بل الأدهى يتم الإعلان عن تاريخ تاريخ بدايتها وخط شروعها ومسيرتها وقبل أشهر من تنفيذها ، وتنجح الثورة وتُطيح بالحاكم والنظام بطريقة دراماتيكية لم تحدث في التاريخ .
لكن من غير المنطقي وغير المقبول ، بل من المستحيل في العرف الثوري أن تُعاد هذه الثورة في مسيرة تصحيحية لها للفظ الجزء المتعفن من الثورة الأولى ، وبيد نفس المخطط ونفس المنفذ ، وتكون بنفس الطريقة الدراماتيكية ، ويُعلن عن موعدها قبل ثلاثة شهور في الإعلام والشوارع والندوات والمؤتمرات ، وتنجح الثورة ويُطاح بالحاكم ويسقط النظام .
إن كل ماجرى في مصر العروبة ، وكل مافعل شعبها البطل الشجاع ، هو خارج المؤلوف العلمي والعرفي والتاريخي .
نجحت ثورة الشعب المصري البطل بفعل أمة صممت على التغيير ، وإرادة جبّارة لم يُثنيها قوة وجبروت الحاكم الظالم الذي أعمى الغرور بصره وبصيرته .
انه شعب مصر الجبّار . . إنهم فراعنة التاريخ . . إنهم خير أجناد الأرض . . إنهم المصريون .
فأين نحن العراقيون منهم ؟؟؟
والله من وراء القصد .