في يوم من أيام النار التي مرّت على عراقنا المبتلى ، وبعد انتهاء مغامرة عدوانية غير محسوبة النتائج في الكويت .. قام النظام العالمي بوضع العراق تحت طائلة عقوبات اقتصادية صارمة لم يشهد لها التاريخ مثيلا ابتداء من بدايات عام 1990 ، واستمرت تلك العقوبات الشديدة الى أن احتل العراق في 2003 وفق السيناريو الذي يعرفه الجميع .
وقد شهد العراق خلال فترة الحصار تلك والتي امتدت لأكثر من عقد من الزمن اجراءات استثنائية لتسهيل دخول مختلف البضائع الى البلاد ومن أي منشأ كان .. وقد كان للبضائع الأيرانية السبق في دخولها العراق لقصر الطريق ولرخصها ، والأهم لعدم مرورها على لجان تفتيش الأمم المتحدة المختصة بمراقبة اجراءات الحصار .. بالرغم من أن البضاعة الأيرانية كانت تعتبر من المحرمات والخطوط الحمراء قبل هذا الحصار بسنة واحدة ، لكن للضرورة أحكام .
ومن البضائع الأيرانية التي سجلت قبولا واقبالا شديدا من المستهلك العراق هي عصّارتي اللاصق العجيب ذات اللونين الأحمر والأزرق والمسماة جسب دوقلو ، لكفائتها ولمفعولها العجيب عند خلطهما في لصق أي شيء ، ابتداءا من الشحاطات وانتهاءا براديترات السيارات .. وحقيقة كانت سمعت ذلك اللاصق لا تقل كفاءة عن سمعة السجاد الكاشان الأيراني .. وانا شخصيا ما زلت استعمل في الكنيف أجلكم الله (بريك) معيوب وبلبولته ملصقة بهذا الصمغ العجيب .. وما زال لحد الآن يعمل بكفاءة واقتدار وتميز رغم كل هذه السنين التي شاهدنا فيها الضيم والقهر .
وأنا استمع لبيان دولة الرئيس حفظه الله ورعاه الأخير ، وبعد أن فهمت من خلال قراءة ما بين سطور ذلك البيان من أنه لن يسحب ترشيحه الى منصب رئاسة الوزراء ، حتى لو استلمت داعش ادارة ( الكشوانية ) في مقاماتنا المقدسة .. ايقنت ان المذكور اي ابا اسراء هو شخصيا من انتاج نفس معمل اللاصق العجيب في ايران آنف الذكر .. بل تجاوزه في الكفاءة بمراحل .. وعلى العراقيين المساكين الطامحين بالتغيير ممن يحلم بفك الالتصاق الأزلي بين المالكي وكرسي العراق اللعين ,, أن يجدوا اولا طريقة سريعة عاجلة لمعرفة كيفية غلق ذلك المعمل في ايران لكي لا يدمرنا ويحرك أهلنا بخلطة جديدة أكثر قوة من خلطة جسب دوقلو .
مقالات اخرى للكاتب